يحتفل به يوم 23 مايو من كل عام

اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة.. دعوة أممية لتوفير الرعاية الصحية للأمهات

اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة.. دعوة أممية لتوفير الرعاية الصحية للأمهات

يحل اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة في 23 مايو من كل عام، وهو فرصة لزيادة الوعي بشأن هذه الحالة التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، وحشد الدعم للنساء المصابات، والدعوة إلى زيادة الاستثمار في الرعاية الصحية للأمهات، والوصول إلى رعاية التوليد الجيدة، والقضاء على ناسور الولادة.

كان الاحتفال الأول في 23 مايو 2013، بعد تحديد الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ الحدث بهدف رفع مستوى الوعي حول ناسور الولادة وتعزيز الإجراءات الرامية إلى الوقاية منه وعلاجه والقضاء عليه في نهاية المطاف.

ويوجد كل عام ما يقرب من 100 ألف حالة جديدة من حالات ناسور الولادة على مستوى العالم، وهي حالة صحية ذات أثر مدمِّر لكن يمكن الوقاية منها إلى حد كبير.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليونَيْ فتاة وامرأة في جميع أنحاء العالم يتعايشن مع الناسور غير الخاضع للعلاج، وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، تعاني العديد من الفتيات والنساء في العديد من البُلدان من هذه الإصابات الوخيمة أثناء الولادة.

ما هو ناسور الولادة؟

ناسور الولادة هو فتحة بين قناة الولادة والمثانة أو المستقيم تنجم عن الولادة المُتعسِّرة المسؤولة عن 6% من جميع وفيات الأمهات في العالم تقريبًا، وتؤدي الإصابة به إلى حدوث سلس مستمر في البول أو البراز، وهو ما يؤدي غالبًا إلى الوصْم والإقصاء الاجتماعيين، فضلًا عن حدوث التهابات جلدية وأمراض مصاحبة أخرى تشمل اضطرابات الكلى.

وظلَّ ناسورُ الولادة مشكلةً "مستترةً" نظرًا لتأثيره على بعض من أكثر الأفراد تهميشًا في المجتمع؛ وهن الفتيات والنساء الفقيرات الشابات اللاتي لم ينلن حظًّا من التعليم في أغلب الأحوال في المناطق النائية من العالم.

ووفقا للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، من الضروري توفير القِبالة والرعاية التوليدية، فضلًا عن إتاحة العلاج الميسور التكلفة للوقاية من الإصابة بناسور الولادة وتدبيره علاجيًّا، ويتساوى ذلك في الأهمية مع توفير شبكة أمان اجتماعي للفتيات والنساء في كل بقعة من بقاع العالم، ولا سيما أشد المناطق فقرًا.

ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي لهذه الحالة حملُ المراهقات، والولادة في سن مبكرة، والولادة المتعسرة، وتعذر الوصول إلى المرافق الصحية ورعاية القِبالة، وسوء التغذية لدى الأمهات، والفقر والأمية عاملان آخران يُسهمان في ذلك.

الاهتمام الدولي

بدأ ناسور الولادة باكتساب اهتمام دولي في العقد الأخير أو نحو ذلك، حيث احتفلت الأمم المتحدة بأول يوم دولي للقضاء على ناسور الولادة في 23 مايو 2013، والحصول على الرعاية الجيدة في فترة ما قبل الولادة، على النحو الذي يقي من الإصابة بناسور الولادة، هو حقٌّ أساسيٌّ، وسيُسهم في تحسين صحة الفتيات والنساء وعافيتهن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وهناك حاجة لتوفير دفعة قوية على الصعيدين العالمي والإقليمي للحد بشكل جذري من معدل الإصابة بناسور الولادة، وعلاج الحالات القائمة، وإجراء تغييرات منهجية لإنقاذ مزيد من الفتيات والنساء من معاناتهن غير المبررة وغير اللائقة بكرامتهن.

احتفال 2024

في اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة لعام 2024، ينبغي تكريس جميع الجهود للقضاء على ناسور الولادة حتى لا تعاني أي فتاة أو امرأة أخرى من هذه الحالة المؤلمة التي يمكن الوقاية منها وعلاجها.

وفي حين أن الحمل أصبح في المتوسط أكثر أمانا من أي وقت مضى، إلا أن النظم الصحية والمجتمعات المحلية لا تزال قاصرة عن تحقيق الوعد بالولادة الآمنة، حيث تتعرض عشرات الآلاف من النساء والفتيات لإصابات مثل ناسور الولادة في جميع أنحاء العالم كل عام.

بينما نحتفل باليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة، فإن موضوع العام هو "كسر الدائرة: الوقاية من الناسور في جميع أنحاء العالم".

ويعد انتشار الناسور في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في منطقة الدول العربية وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أحد أعراض عدم المساواة العالمية العميقة الجذور، وتكاد الإصابة تغيب في الدول ذات الدخل المرتفع.

ويجب التذكير بأن النساء والفتيات المعرضات لخطر الإصابة بالناسور معرضات أيضًا لخطر الوفيات النفاسية، ما يجعل اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الإصابة مسألة حياة أو موت، وأن الاستثمار لضمان الوصول العادل إلى خدمات صحة الأم الجيدة يمكن أن ينهي الإصابة ناسور الولادة، ويمكن أن ينقذ حياة النساء والفتيات، ولكن الجهود يجب أن تتجاوز التدخلات الطبية في الوقت المناسب، بل يجب مكافحة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تزيد من تعرض النساء لنتائج سيئة في مجال صحة الأم، بما في ذلك عدم المساواة بين الجنسين.

يمكن للأنظمة الصحية أن تقلل من معدلات الإصابة بالناسور من خلال تتبع معدل الانتشار، وتصحيح الثغرات في الرعاية، وضمان الوصول الشامل إلى القوى العاملة المختصة من مقدمي الخدمات الصحية مثل القابلات اللائي يمكنهن تقديم جميع خدمات صحة رعاية الأم الأساسية تقريبًا، ويمكن أن تعالج المشاركة المجتمعية والتثقيف المسببات الاجتماعية والثقافية للناسور، وتسهيل إعادة الإدماج الاجتماعي للناجيات، وتحسين رفاه النساء والفتيات.

التمويل

ومع وجود الملايين من الأرواح على المحك، فإن التمويل الكامل والتنفيذ الفعال للاستراتيجيات الوطنية الخاصة بالناسور أمر بالغ الأهمية، وتخصيص الموارد لدعم المبادرات التي تتناول الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج الاجتماعي سيساعد على ضمان عدم تخلف أي امرأة عن الركب.

على مدى العقدين الماضيين، دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان 140,000 عملية جراحية لإصلاح الناسور، وتلقت أكثر من 12 ألف امرأة وفتاة دعمًا لإعادة الإدماج الاجتماعي بين عامي 2018 و2023.

ويقود صندوق الأمم المتحدة للسكان وينسق الحملة العالمية للقضاء على ناسور الولادة، والتي تجمع أكثر من 90 شريكًا عالميًا وتلعب دورًا محوريًا في النهوض بالحقوق والرفاه والكرامة للنساء والفتيات، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية.

تقول المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم: "إن ناسور الولادة هو نتيجة مأساوية لفشلنا في حماية الحقوق الإنجابية للنساء والفتيات الأكثر ضعفاً وتهميشا.. من خلال معالجة أوجه عدم المساواة المتجذرة، والوصول إلى من هم أكثر تخلفا عن الركب، والاستثمار في حصول الجميع على خدمات صحة الأم عالية الجودة في الوقت المناسب، يمكننا -بل ويجب علينا- القضاء على ناسور الولادة مرة واحدة وإلى الأبد".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية