تزايد حالات بتر الأطراف في قطاع غزة المحاصر وإجلاء مرضى سرطان إلى مصر والإمارات

تزايد حالات بتر الأطراف في قطاع غزة المحاصر وإجلاء مرضى سرطان إلى مصر والإمارات

 

لا يستطيع الأطباء في غزة فعل الكثير لتخفيف أوجاع صهيب علي (3 سنوات)، جراء إصابته بشظية تسبّبت في بتر ساقه من فوق الركبة في ديسمبر الماضي خلال الحرب في قطاع غزة، التي تحصد يوميا مزيدا من الجرحى الأطفال مبتوري الأطراف.

يقول والده علي (31 عاما) إن صهيب "يتألم وبحاجة إلى مسكنات وتركيب طرف (اصطناعي) خارج غزة".

وبحسب الأب الذي يتواجد مع ابنه في المستشفى الأهلي في غزة حيث يتلقى العلاج، فقد أصيب صهيب "في السادس من ديسمبر بشظية صاروخ في القدم اليمنى وخضع لعملية بتر من فوق الركبة" وفقا لوكالة فرانس برس.

ويشير علي إلى أن منزل العائلة في حي تل الهوى دمر بالكامل ما اضطره إلى النزوح إلى منزل أقاربه في حي الدرج، في حين نزحت زوجته وبناته إلى جنوب قطاع غزة.

بالنسبة للأطباء في قطاع غزة ونظرا لنقص الأدوية والإمدادات الطبية منذ اندلاع الحرب، فإن إجراء عمليات بتر للأطراف هو الحل لعلاج هذا النوع من الإصابات في ظل انعدام العلاج الملائم ما أدى إلى ارتفاع حالات البتر.

الأربعاء، أعلن المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني أن الحرب الدائرة في قطاع غزة تؤدي إلى فقدان 10 أطفال ساقا أو ساقين كل يوم.

وأضاف "10 أطفال في اليوم يعني حوالي 2000 طفل بعد أكثر من 260 يومًا من هذه الحرب الوحشية".

ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إن تصريحات لازاريني واقعية.

ويضيف "في كل عملية استهداف تنتشل الطواقم عددا من الأطفال، بينهم عدد من الأطفال إما مبتورو الأرجل أو الأيدي".

ويتابع "في كثير من الأحيان نخرج الأطفال (من تحت الركام) عبارة عن أشلاء".

ويعتبر البتر الخيار الوحيد المتاح كما أنه يتم في ظروف غير مناسبة.

ويقول ماهر وهو طبيب جراح في المستشفى الأهلي "تمر علينا لحظات لا يكون التخدير متوافرا فنلجأ إلى البتر من أجل إنقاذ حياة المواطنين".

ويؤكد الطبيب الذي فضل عدم الكشف عن كنيته أن ذلك "يسبب ألما شديد".

وبحسب الطبيب "يوميا هناك استهداف للأطفال والكبار والنساء ويتعرضون لبتر الرجل أو اليد".

 لا أمل 

اندلعت الحرب إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ 37765 شخصا في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة.

وإلى جانب نقص الأطراف الاصطناعية المناسبة لاستبدال تلك المبتورة، فإن قطاع غزة يخضع لحصار مشدد لا يسمح بدخول المعدات الطبية.

ويقول علي خزيق "إن شاء الله تفتح المعابر ويعالج صهيب خارج غزة، المستشفيات هنا لا علاج ولا دواء".

ويوضح الطبيب الجراح كيف أن "الوضع الطبي صعب مع خروج مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي".

أما آلام مروة أبو زايدة فتبدو مضاعفة إذ خسرت رجلها اليسرى في حين فقد ابنها ناصر (8 سنوات) يده اليسرى في قصف صاروخي استهدف منزلهما في مايو الماضي.

وتقول أبو زايدة (40 عاما) وهي تحتضن ابنها في المستشفى الأهلي "لدينا حروق متفرقة في الجسم و(إصابات) بشظايا في مختلف أنحاء الجسم".

وتضيف "لا نجد مسكنات حتى. نشعر بالقلق من عملية التغيير على الجرح بسبب الألم".

وتأمل الأم أن تنتهي الحرب أو أن يستأنف معبر رفح عمله للتمكن من تلقي العلاج في الخارج.

وتقول "أتمنى أن تنتهي الحرب وأن يفتح المعبر (رفح) ويقدموا لنا تسهيلات لنستطيع السفر ونركب أطرافا ونمارس حياتنا بشكل طبيعي".

بحسب بشار مراد من الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة فإن عمليات الإجلاء الطبي ضرورية ولكنها نادرة حتى لأولئك المرضى الذين يعانون مرض السرطان.

ويقول "لا يوجد علاج للسرطان في غزة، لا يمكننا تقديم العلاج الكيميائي أو الإشعاعي داخل القطاع".

ويضيف "القطاع الصحي في غزة انهار بالكامل، هناك 25 ألف حالة تحتاج للسفر خارج القطاع لتلقي العلاج".

وبالنسبة للأب لا شيء يبعث على الأمل.

إلى ذلك، أعلن مصدر طبي في مدينة العريش المصرية الخميس إجلاء 21 مريضا بالسرطان من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر كرم أبوسالم، وذلك لأول مرة منذ إغلاق المعبر مطلع مايو الماضي عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "وصل 21 مريضا بالسرطان إلى الأراضي المصرية عبر معبر كرم أبوسالم لتلقي العلاج بالإمارات".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية