لندن تستضيف مهرجاناً سينمائياً "يتحدى الصورة النمطية للمسلمين"
لندن تستضيف مهرجاناً سينمائياً "يتحدى الصورة النمطية للمسلمين"
قال المدير المسؤول عن مهرجان سينمائي جديد يسعى للاحتفاء بسينما المسلمين إن الفعالية الفنية "ستبرز قصصا لا تُطرح عادة".
وأوضح ساجد فاردا أن المهرجان يهدف إلى إعادة تعريف مصطلحي "مسلم" و"الإسلام" عوضا عن "الصورة السلبية" التي غالبا ما يتم تداولها في وسائل الإعلام.
هناك أفلام سجلت للعرض خلال المهرجان في نسخته الأولى منها ما يخص النجم البريطاني الباكستاني الأصل الحائز سابقا جائزة الأوسكار، ريز أحمد، وكذلك نظيره نبهان رضوان، أحد أبطال مسلسل ذا إنفورمر البوليسي وفقا لـ "بي بي سي نيوز".
وستستمر فعاليات ذلك المهرجان بين 30 مايو إلى 2 يونيو 2024.
وسينطلق المهرجان بعرض فيلم "هاوندز Hounds"، الذي تجري أحداثه في الدار البيضاء بتوقيع المخرج المغربي كمال لزرق، وقد فاز بالفعل بعدة جوائز بعضها من مهرجان كان السينمائي العالمي.
الممثل البريطاني ريز أحمد
على جدول المهرجان أيضا فيلم Camera، أول فيلم روائي طويل للمخرج الإنجليزي الناشئ نقاش خالد، والذي يلعب فيه رضوان دور ممثل في بداية مشواره الفني مستمر في الدوران بحلقات مفرغة بسبب دوامة اختبارات المواهب المنخرط بها والفشل والرفض المتكرر له.
ومن بين الأعمال الفنية التي ستعرض في المهرجان الفيلم القصير "دمي" للمخرج الفرنسي الجزائري يان ديمانجي الذي يتناول قصة رجل يعود إلى باريس للقاء أبيه الذي تركه منذ فترة.
كان الممثل البريطاني ريز أحمد أول مسلم يتم ترشيحه لنيل جائزة أفضل ممثل في الأوسكار، وهي الجوائز التي كثيرا ما تعرضت لانتقادات بسبب غياب التنوع عن قائمة الحاصلين على الجوائز.
ثم عاد أحمد وحصد لاحقا أول جائزة أوسكار له في 2022 عن فيلم الحركة- القصير "ذا لونغ غود باي The Long Goodbye".
وتحدث أحمد علنا باستمرار في مواقع عديدة عن ضرورة أن تستوعب الشاشات التنوع وعن أهمية الشمول عليها.
وتكريما له، صُمم مقياس "رايز" وهي مبادرة لاثنين من عشاق الفن السابع، عبارة عن مجموعة من المعايير التي تُستخدم لتقييم المعالجات والصياغات الفنية التي يظهر عليه المسلمون في الدراما السينمائية أو التلفزيونية.
وبحسب فاردا، مدير المهرجان، فإن هناك نزعة لنسخ الشخصيات والهوية المسلمة في الأفلام والمسلسلات بموجب نفس القوالب الفكرية الجاهزة الجامدة المكتسبة.
وأضاف "لقد اعترى المنظور العالمي تغير كبير بعد أحداث 11 سبتمبر". وأكمل "بدأ تصوير المسلمين على أنهم المرادف للإرهابيين. إنها إحدى الصور الفكرية المنقولة الدالة على المسلمين والتي اقترنت بشكل لا إرادي بهم بمجرد التفكير فيهم".
واستطرد “هذا التصنيف السلبي ليس بلا مردود حقيقي على مجتمعاتنا المسلمة”.
مدير المهرجان ساجد فاردا
وقال فاردا، الذي أسس الجمعية الخيرية البريطانية للأفلام الإسلامية من أجل دعم المواهب والأصوات التي تواجه تمثيلا ناقصا أو منخفضا، إنه نادرا ما يرى أفلاما من العالم الإسلامي على منصات المهرجانات السينمائية.
وأشار إلى أن فكرة المهرجان تقوم على تسليط الضوء على هذه الأمور وكذلك تعزيز تلك الفئات في الصناعة التي قد تكون معرضة للتهميش.
وأفاد بأن الأمر "يتعلق بالتحكم في روايتنا وزواياها والقدرة على إيصال نماذج وقصص جميلة من جميع أنحاء العالم، وأيضا إدارة العلاقة مع المتلقي أو المشاهد وإطلاعه عن ثقافاتنا وأسلوب إيماننا"، وتابع قائلا "إن ما يجمعنا كشعوب أكثر بكثير مما يفرقنا".
وبالنسبة للمخرجة وردة محمد، فإن نهج التنوع في المملكة المتحدة "يجب أن ينعكس في ما يصل للمستهلك".
وقالت وردة التي يعرض فيلمها القصير بعنوان "منى" في المهرجان: "نحن بحاجة إلى إيجاد الأفلام التي تتحدى التنميط وتحارب الشكل الدارج وتعيد تعريف القيم والمفاهيم المرتبطة بالإسلام".
في فيلمها "منى" تقدم نموذج فتاة مراهقة بريطانية من أصول صومالية تعيش فترة حداد مربكة على جدها، وهو رجل لم تلتقيه حقًا.
وتعليقا عليه قالت: "أنا فخورة جدًا بهذا الفيلم القصير، لقد استغرق إعداده بعض الوقت، لكنها كانت تجربة رائعة".
وتتحمس وردة للتجربة الخاصة بسينما الإنسان المسلم والرؤية المستقبلية لها مؤكدة أن ثمة تغيراً يحدث ولكن "ببطء".
“هناك مجموعة رائعة من صانعي الأفلام الذين يريدون فقط الحصول على فرصتهم للإبداع، وآمل أن يكون في ذلك مبشرات لجيل جديد من المواهب المسلمة”.
وردة محمد
هناك سوق لذلك
وأُدرج في برنامج المهرجان العرضُ الأول في لندن للفيلم الروائي التركي الطويل Hesitation Wound، الذي حصل على جائزة في مهرجان زيوريخ السينمائي.
وبين الأنشطة المقررة أيضا عرض فيلم الخيال العلمي الفريد من نوعه Sky Pearls للمخرج البريطاني من أصل باكستاني معين حسين، والذي تدور قصته حول رجل متخبط ومنعزل ووحيد يعمل في دوام ليلي في مطعم للوجبات السريعة.
وقال بطل العمل فراز أيوب إن المهرجان يركز على تقديم قدرات "من مختلف مشارب الحياة".
وهو يعتقد أن خطوة إطلاق مهرجان سينمائي للأعمال الفنية للمسلمين في لندن لم تأتِ من دافع الحاجة فقط، وقال: "الأمر لا يتعلق بالحاجة إلى مهرجان سينمائي للمسلمين"، "إن المهرجان موجود هنا لأن هناك سوقا له".
وتابع “بوصفي من عشاق أفلام السينما، أرى الحدث مثير حقا، ذلك أن سرد القصص هو في صميم الثقافة الإسلامية وجزء أصيل منها”.