أجبرت الآلاف على إخلاء مناطقهم

مصرع شخصين جراء عاصفة قوية تضرب الجزيرة الأكبر في الفلبين

مصرع شخصين جراء عاصفة قوية تضرب الجزيرة الأكبر في الفلبين

ضربت عاصفة قوية أكبر جزر الفلبين من حيث التعداد السكاني، مصحوبة بأمطار غزيرة، ما أدى إلى فيضانات تسبّبت في مصرع شخصين، وأجبرت أكثر من ثمانية آلاف شخص على إخلاء منازلهم، بحسب السلطات المحلية.

وبعد أن ضربت جزيرة سمر بوسط البلاد ليل الجمعة، اشتدت أول عاصفة تضرب الفلبين هذا العام مع تقدّمها باتّجاه الشمال الغربي نحو جزيرة لوزون الرئيسية لتصبح على مقربة من العاصمة مانيلا، وفق وكالة فرانس برس.

والعاصفة الاستوائية إيوينيار التي سمّيت محليا آغون، أدت إلى هطول أكثر من 200 ملم من الأمطار في أنحاء من مقاطعة كويزون خلال 24 ساعة بين الثامنة من صباح السبت بالتوقيت المحلي (00,00 ت غ) والثامنة من صباح الأحد، وفق هيئة الأرصاد الجوية.

واضطر أكثر من ستة آلاف شخص لإخلاء منازلهم في المقاطعة، وفقا للأرقام المنشورة على صفحة الحكومة الإقليمية على فيسبوك.

وبلغ منسوب مياه الفيضانات ثلاثة أمتار على طول الساحل وانقطعت الكهرباء في معظم المناطق، وفق ما أفادت مسؤولة الكوارث الإقليمية ماري جوي آدم.

وقالت آدم "لقد توقفت الأمطار الآن، لذا نتوقع أن تبدأ الفيضانات في الانحسار قريبا".

وأضافت "تشهد غالبية البلديات انقطاعا للتيار الكهربائي، لذا فإن عمال الإنقاذ في البلديات يجدون صعوبة في إبلاغنا".

وقالت هيئة مكافحة الكوارث في كويزون إن شخصين، أحدهما فتى يبلغ 14 عاما، قضيا بسبب سقوط أشجار في واقعتين منفصلتين.

فرار الآلاف

وفي مقاطعة لاغونا المجاورة، قالت هيئة مكافحة الكوارث إن أكثر من ألفي شخص فروا إلى مراكز إيواء بعدما غمرت مياه الفيضانات أكثر من نصف البلديات.

وأظهرت صور نشرتها وكالات حكومية محلية على فيسبوك عناصر إنقاذ يستخدمون قوارب مطاطية للوصول إلى أشخاص تقطّعت بهم السبل بسبب هطول الأمطار.

وأظهرت صور أخرى أشجارا كبيرة تقتلعها رياح عاتية بلغت سرعتها القصوى 95 كلم في الساعة مع تحرك العاصفة باتّجاه  شمال شرق البلاد نحو المحيط الهادئ.

وتضرب نحو 20 عاصفة وإعصارا البلاد أو المياه المحيطة بها سنويا، ما يلحق أضرارا بالمنازل والبنى التحتية ويودي بمئات الأشخاص.

ويبدأ موسم الأمطار عادة في يونيو، لكن السلطات حذرت من أنه قد يتأخر بسبب ظاهرة (ال نينيو) المناخية التي تسببت في جفاف ضرب مساحات شاسعة في البلاد.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية