ستون عاماً من الحكم على نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة
"في مثل هذا اليوم من عام 1964"..
نيلسون مانديلا.. سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب إفريقيا 1994-1999.. وكان أول رئيس من ذوي البشرة السمراء لجنوب إفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية.
ولد نيلسون مانديلا في منطقة ترانسكاي، وكان والده رئيسًا لقبيلة التيمبو الشهيرة، وقد توفي ونيلسون لا يزال صغيراً، فانتخبته القبيلة خلفا لأبيه وبدأ إعداده لتولي المنصب، فتلقى دروسه الابتدائية بمدرسة داخلية عام 1930 ثم بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة فورت هار، ولكنه فصل من الجامعة مع رفيقه اوليفر تامبو عام 1940 بتهمة الاشتراك في إضراب طلابي.
عاش مانديلا فترة دراسية مضطربة، وتنقل بين العديد من الجامعات وتابع الدراسة بالمراسلة من مدينة جوهانسبرج، وحصل على الإجازة ثم التحق بجامعة وايت ووتر ساند لدراسة الحقوق. وكانت جنوب إفريقيا في تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد.
بدأ مانديلا المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء، وفي 1942 انضم مانديلا إلى المجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء، وفي عام 1948 انتصر الحزب القومي في الانتخابات العامة، وفي تلك الفترة أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة.
في البداية دعا مانديلا للمقاومة السلمية لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عُزَّل في عام 1960 قرر فتح باب المقاومة المسلحة، وفي فبراير 1962 اعتقل وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة التدبير للإضراب.
وفي 11 يونيو 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة وخلال سجنه، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزاً لرفض سياسة التمييز العنصري وفي 10 يونيو 1980تم نشر رسالة أرسلها مانديلا للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: "اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري".
وفى 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض وبقي بالسجن حتى 11 فبراير 1990 إلى أن نجح المجلس الإفريقي القومي والضغوط الدولية في إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دي كليرك، حصل مانديلا مع الرئيس فريدريك دي كليرك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام. وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا في مايو 1994 حتى تقاعد في 1999، وفي 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.
واعتزل الحياة العامة رسميا في يونيو عام 2004 قبل عيد ميلاده السادس والثمانين قائلا لأبناء بلده "لا تتصلوا بي.. سأتصل أنا بكم"، لكنه ظل من بين أكثر الشخصيات العامة العالمية تمتعا بالإجلال، وجمع بين بريق الشهرة والثبات الذي لا يتزحزح عن الدعوة إلى الحرية واحترام حقوق الإنسان.