أطفال العالم بين العنف والاستغلال
أطفال العالم بين العنف والاستغلال
بينما يحتفل العالم في 12 يونيو باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال نتذكر أن العالم نفسه كان قد قطع وعدًا بأن ينهي "عمالة الأطفال" بحلول العام المقبل (2025) كما هو مذكور في الهدف 8.7 من أهداف التنمية المستدامة.
ولكن الواقع ونحن في منتصف عام 2024 أنه لا يزال هناك 160 مليون طفل يعملون اليوم في مختلف دول العالم في استغلال صارخ للطفولة وتجاهل لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وفي هذا العام يبدو المشهد أكثر بؤسًا بالنسبة للأطفال، ليس بسبب تشغيلهم وإنما بسبب العنف الكبير الذي يتعرضون إليه في مواقع مختلفة من العالم، وفي منطقتنا العربية فقط هناك آلاف الأطفال يدفعون ثمن الجرائم التي يرتكبها الكبار، ففي قطاع غزة ومنذ السابع من أكتوبر قُتل أكثر من 15 ألف طفل، غالبيتهم من طلاب المدارس وفي مرحلة رياض الأطفال، وأكثر من 3500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء بسبب الحرب وحسب تقديرات اليونيسيف هناك 17 ألف طفل على الأقل في غزة باتوا يعيشون من دون ذويهم، أو انفصلوا عن عائلاتهم بعد مرور نحو أربعة أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، كما أفادت اليونيسيف بأن "كل أطفال غزة تقريبًا" البالغ عددهم مليونًا يحتاجون إلى مساعدة على صعيد الصحة النفسية، في مقابل نصف مليون قبل بدء إسرائيل حربها على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.
والحال في اليمن ليست أفضل، منذ انقلاب المليشيات الحوثية وسيطرتها على الحكم قُتل أو أُصيب أكثر من 11,500 طفل لأسباب مرتبطة بالنزاع، وهناك ما يقرب من 10 ملايين طفل يمني لا يزالون بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، ويعاني أكثر من 2.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، ويعاني 49 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم أو سوء التغذية المزمن، كما دخلت عملية تجنيد مليشيات الحوثي للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاما مرحلة "جديدة وخطيرة" مع استحداث مراكز تدريب عسكرية لطلاب المدارس في كل المناطق الخاضعة لسيطرتها.
والسودان الذي يعتبر الجرح الجديد في المنطقة يدفع أطفاله الثمن الأكبر، فبحسب لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة: 24 مليون طفل في السودان يتعرضون لخطر كارثة الأجيال وذلك بعد أن تعرضت حقوقهم في الحياة والبقاء والحماية والتعليم والصحة والتنمية لانتهاكات خطيرة وبشكل وحشي.
كما أفاد «المجلس القومي لرعاية الطفولة» في السودان بفقدان 600 طفل لحياتهم جوعًا خلال الأشهر الأخيرة، وأن المئات منهم ماتوا في إقليم دارفور (غرب البلاد)، وولاية الجزيرة (وسط)، فضلًا عن إصابة أكثر من 10 آلاف طفل بجراح تسببت في فقدان أعضاء حيوية جراء إصابتهم بقذائف ومتفجرات.
كل هذه الأشكال من الاستغلال والمعاناة والعنف ضد الطفولة والعالم احتفل في الرابع من يونيو الجاري باليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان.