آلاف المتظاهرين في لندن يدعون إلى حماية الطبيعة والمناخ (صور)
آلاف المتظاهرين في لندن يدعون إلى حماية الطبيعة والمناخ (صور)
خرج آلاف المتظاهرين في لندن، السبت، بدعم من حركة "تمرد ضد الانقراض" (Extinction Rebellion) البيئية والصندوق العالمي للطبيعة، لحث السياسيين على العمل من أجل الطبيعة والمناخ.
وتأتي هذه التظاهرة قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات التشريعية المقررة في 4 يوليو في المملكة المتحدة، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
ويبدو أن حزب العمال هو الأوفر حظاً، بحسب استطلاعات الرأي التي تتوقع بالمقابل هزيمة مريرة لحزب المحافظين الذي يتولى السلطة منذ 14 عاما.
وتقدمت التظاهرة الممثلة البريطانية إيما تومسون وعالم الطبيعة ومقدم البرامج البريطاني كريس باكهام، داعين إلى "استعادة الطبيعة الآن".
انطلقت التظاهرة من حديقة هايد بارك لتصل إلى حي الوزارات، وارتدى متظاهرون أزياء تمثل الحيوانات بينها زرافات ودببة، وقدموا من جميع أنحاء البلاد.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا حياة بدون حيوانات برية" و"لا يوجد زر للبدء من الصفر".
وقالت الممثلة إيما تومسون، وهي ناشطة بيئية منذ فترة طويلة، مخاطبة السياسيين "توقفوا عن التصرف في شكل غير مسؤول" مضيفة "لا أستطيع أن أصدق عدم التزامهم" بالمناخ خلال الحملة الانتخابية.
وأكد كريس باكهام أنه "لم يتأثر كثيرا بمضمون برامج" مختلف الأحزاب السياسية البريطانية.
وأوضح "عندما يتعلق الأمر بمعالجة القضايا الرئيسية الحقيقية، ليس هناك مضمون أو التزام أو تصميم على معالجتها. وهذا أمر مخيب للآمال حقا".
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".