استمرار الموجة الحارة في أمريكا.. ومدن تكسر أرقامها القياسية

استمرار الموجة الحارة في أمريكا.. ومدن تكسر أرقامها القياسية

تتعرض الولايات المتحدة لموجة من الحر الشديد سجلت معها بعض المدن أرقاما قياسية لدرجات الحرارة، فيما أشارت مراكز السيطرة على الأمراض إلى ارتفاع درجة الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحر.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه في أول عطلة أسبوعية بفصل الصيف، ضربت موجة حارة قاسية البلاد واستمرت لليوم السادس على التوالي، في أغلب أنحاء الولايات المتحدة. 

وتم كسر الأرقام المسجلة لدرجات الحرارة يوم السبت، في عدد من المناطق، ففي منطقة بالتيمور، ارتفعت الحرارة لتصل إلى 101 درجة فهرنهايت، 38.3 درجة مئوية، لتكسر الرقم القياسي المسجل في عام 1988 بـ100 درجة فهرنهايت. 

وشهدت منطقة دولاس القريبة في ولاية فرجينيا درجات 100 أيضا، لتكسر السجل اليومي المسجل بـ99 في عام 1988 أيضا.

وارتفعت درجات الحرارة في مناطق عبر الغرب الأوسط ووادي أوهايو، وتواصل ارتفاع الدرجات أيضا في السهول الجنوبية والغرب.

وفي ولايات مثل أوهايو وبنسلفانيا وماريلاند، تسببت الرطوبة في زيادة الإحساس بالحر، لكن بدءا من مساء أمس السبت بلغ مؤشر الحرارة، الذي يقيس الشعور بالجو مع أخذ الرطوبة في الاعتبار، 100 في مناطق مثل فيلادليفيا وتامبا في ولاية فلوريدا.

من ناحية أخرى، شهدت زيارات غرف الطوارئ المرتبطة بالحر هذا الأسبوع ارتفاعا في مناطق عديدة بالولايات المتحدة، والتي كانت الأكثر تضررا من الموجة الحارة، وفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض ومنعها.

ففي مناطق نيو إنجلاند والغرب الأوسط وولايات وسط الأطلنطي، كانت هناك معدلات شديدة الارتفاع للأمراض المرتبطة بالحر، وفقا لمتتبع بيانات الصحة والحر التابع للمركز. 

واستخدمت البيانات زيارات غرف الطوارئ المرتبطة بالحرة لتحديد ارتفاع الأمراض المصابة بارتفاع درجات الحرارة، وأظهرت أن بعض المناطق تجاوزت الزيارات فيها حاجز الـ95% مقارنة بما هو معتاد فيها، وتستند هذه الأرقام إلى مقياس لكل 100 ألف زيارة.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية