مركز حقوقي يدعو إلى إنهاء ملف المعتقلين السياسيين في اليمن قبل تسوية الصراع

مركز حقوقي يدعو إلى إنهاء ملف المعتقلين السياسيين في اليمن قبل تسوية الصراع

 

دعا المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، اليوم السبت، الرُعاة الإقليميين والدوليين للسلام في اليمن، إلى إنهاء ملف المعتقلين السياسيين في اليمن، قبل الشروع في أي تسوية لإنهاء الصراع الممتد منذ 10 سنوات.

وقال المركز في بيان له، عشية انعقاد جولة مباحثات جديدة بين وفدي الحكومة ومليشيا الحوثي في مسقط "في ظل الأوضاع الصعبة والظروف القاسية التي يعيشها المعتقلون السياسيون في اليمن، يعبر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عن قلقه العميق إزاء استمرار هذا الملف الإنساني المعقد والمتجدد، والذي يعكس انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وكرامة المعتقلين".

وأضاف "منذ سنوات، يعيش العديد من المعتقلين السياسيين في اليمن في ظروف إنسانية سيئة، حيث يتم احتجازهم دون محاكمات عادلة أو فرص للدفاع عن أنفسهم، ومن بين هؤلاء المعتقلين، يبرز السياسي والقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح (محمد قحطان)، الذي يعتبر رمزا لمعاناة الكثيرين ممن احتجزوا بسبب مواقفهم السياسية أو آرائهم".

وتابع: "اعتقل الحوثيون" قحطان" من منزله في العاصمة صنعاء في 5 أبريل 2015، بعد أيام من فرض الجماعة إقامة جبرية عليه، ولا يُعلم مصيره أو مكان اعتقاله منذ نحو 9 سنوات إلى هذا اليوم".

وأكد المركز الأمريكي للعدالة أن "قحطان" يُعد خير مثال على ملف المعتقلين السياسيين الذي يضم الآلاف ممن اعتقلتهم جماعة الحوثي عبر سنوات الصراع ولم تكشف عن مصيرهم أو ظروف اعتقالهم كما يقبع الآلاف ممن تشابه قصتهم قصة المعتقل السياسي "قحطان" في سجون سرية، وممارسات تعذيب وحرمان من الحقوق الأساسية والتمثيل القانوني والتواصل مع الأهل.

وأوضح أنه "في الوقت الذي يُعاد فيه الحديث عن مفاوضات ولقاءات محتملة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي من خلال وفودها التي ستعقد اجتماعها في سلطنة عمان لبحث ملف التسوية السياسية، إلا أن ملف المعتقلين السياسيين يبرز عائقًا رئيسيًا أمام أي تقدم حقيقي نحو السلام والاستقرار".

وأكد أن أي اتفاق سياسي لا يسبقه حل جذري وسريع لهذا الملف سيظل غير مكتمل ويفتقر إلى المصداقية والفعالية، مشددًا على أن  تجاوز هذا الملف من خلال أي صفقة سياسية قادمة، سيفرغ أي اتفاق من مضمونه ويكرس الظلم والمعاناة المستمرة.

ودعا المركز الأمريكي للعدالة كافة الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه المعتقلين السياسيين والعمل بشكل عاجل على إطلاق سراحهم وتأمين حقوقهم الأساسية، منوهًا على أهمية تحرك المندوب الأممي والأمريكي في هذا الاتجاه لدعم المطالبات الحقوقية والإنسانية المستمرة بضرورة وضع حد لملف المعتقلين السياسيين.

كما أكد أهمية أن يكون ملف المعتقلين السياسيين البوصلة الحقيقية وتأكيدا للنوايا لضمان نجاح أي مفاوضات سياسية قادمة، وأن يتم التعامل معه بجدية وحزم لضمان تحقيق العدالة وإنصاف المعتقلين وعائلاتهم.

وشدد المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) على وقوفه المستمر خلف قضية المعتقلين السياسيين المخفيين قسرياً وعائلاتهم، ويؤكد استمراره في بذل كافة الجهود الممكنة للدفاع عن حقوقهم والعمل على إنهاء معاناتهم.

أزمة سياسية ومعاناة إنسانية

ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 9 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.

وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.

وبعد أكثر من 9 سنوات من الصراع، ما زال 18.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2024.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية