بورما.. معارك بين الجيش ومجموعة مسلحة في منطقة لاستخراج الياقوت

بورما.. معارك بين الجيش ومجموعة مسلحة في منطقة لاستخراج الياقوت

اندلعت معارك بين مجموعة مسلحة من أقلية عرقية في بورما، الجمعة، وقوات المجلس العسكري، في منطقة تعد مركزا لاستخراج الياقوت والأحجار الكريمة، حسب ما أفادت المجموعة والمجلس العسكري، مع ورود تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين بسبب القصف والغارات الجوية.

وشن جيش تحرير تانغ الوطني هجمات على قوات المجلس العسكري هذا الأسبوع في منطقة ماندالاي وولاية شان المجاورة، ما أدى إلى انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الصين في يناير، وفق وكالة فرانس برس.

وقال الجنرال تار بهون كياو، إن مقاتلي المجموعة كانوا داخل بلدة موغوك المحاطة بتلال غنية بالياقوت والإسبينيل والزبرجد وغيرها من الأحجار الكريمة، بدون تقديم تفاصيل.

وأضاف المتحدث باسم المجلس العسكري زاو مين تون، "نخوض قتالا في بلدة موغوك".

وتابع أن "القوات الأمنية تعمل على السيطرة على المنطقة".

وقال سكان موغوك، إن البلدة تعرضت لقصف مدفعي وغارات جوية شنتها طائرات عسكرية منذ بدء القتال في المنطقة الثلاثاء.

وأضاف خمسيني من سكان موغوك طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "بحسب علمي، قتل 4 أشخاص بينهم امرأتان أمس بسبب قصف مدفعي".

وقال إنه وأسرته لجؤوا إلى مكان آخر بعد تضرر منزلهم في غارة جوية، مضيفا "لم نعش تجربة كهذه. إنه أول قتال جدي على الإطلاق في بلدة موغوك".

وتنتج بورما غالبية أنواع الياقوت في العالم، كما أن الأحجار عالية الجودة من موغوك والمعروفة باسم "دم الحمام" بسبب لونها الأحمر الداكن يفوق سعر القيراط الواحد منها قيراط الماس.

ويخيم الغموض على هذه الصناعة، بحيث يتم تهريب الياقوت عالي الجودة عبر الحدود إلى تايلاند أو الصين لبيعه مباشرة إلى التجار هناك.

ويفرض المجلس العسكري في بورما ومعارضوه ضرائب على عمال المناجم المحليين منذ عقود.

وقال عامل إنقاذ محلي، الجمعة، إن قتالا دار أيضا في بلدة كيوكمي في ولاية شان المجاورة.

وأضاف أن 10 مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 20 آخرين منذ اندلاع الاشتباكات هناك الثلاثاء.

وأكد زاو مين تون وقوع القتال في كياوكمي، قائلا إن هناك "بعض الضحايا المدنيين"، بدون مزيد من التفاصيل.

وانتهك القتال وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الصين وأنهى أسابيع من القتال في ولاية شان بين الجيش ومجموعات مسلحة عرقية متحالفة.

واستولى هذه التحالف على مساحات واسعة من الأراضي والعديد من المعابر التجارية المربحة مع الصين في هجوم مفاجئ في أكتوبر، موجها أكبر ضربة للمجلس العسكري منذ استيلائه على السلطة عام 2021.

فوضى وأزمة إنسانية 

تعيش ميانمار فوضى وأزمة إنسانية واقتصادية كبيرة منذ تولي المجلس العسكري السلطة في فبراير 2021 بعدما أطاح الزعيمة أونغ سان سو تشي وحكومتها، إذ أسفرت حملة قمع المعارضين للحكم العسكري عن مقتل أكثر من 4300 شخص، وتم اعتقال أكثر من 25 ألفا و785 شخصا منذ الانقلاب وفقا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين الحقوقية المحلية.

وتشهد أنحاء عدة من البلاد اشتباكات بين مقاتلي "قوات الدفاع الشعبي" المجهزين غالبا بأسلحة يدوية الصنع أو بدائية وقوات المجلس العسكري، فيما يشير محللون إلى أن الجيش يواجه صعوبات في التعامل مع تكتيكات المقاتلين.

وتدور اشتباكات مع مجموعات متمردة أكثر تنظيما متمركزة على طول الحدود مع تايلاند والصين.

وفر أكثر من مليون مسلم من الروهينغا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش والدول المجاورة منذ أغسطس 2017، عندما أطلق جيش ميانمار عملية تطهير ردا على هجمات جماعة متمردة.

واتُهمت قوات الأمن في ميانمار بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي وقتل وحرق آلاف المنازل.

بعد الانقلاب في الأول من فبراير 2021، أكد الجيش أنه سينظم انتخابات جديدة، لكن البلاد التي تعاني من صراع أهلي عنيف، يجب أن تكون أولاً "في سلام واستقرار"، وفق رئيس المجلس العسكري.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية