من مؤتمر القاهرة.. القوى السودانية تناشد لوقف الحرب وإيصال المساعدات
من مؤتمر القاهرة.. القوى السودانية تناشد لوقف الحرب وإيصال المساعدات
أجمعت القوى السياسية والمدنية السودانية في مؤتمرها الذي استضافته القاهرة، أن الأزمة في بلادهم المتمثلة في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت في كارثة إنسانية مروعة وعصفت بملايين الأسر.
فيما اتفقت القوى المشاركة في المؤتمر على أن الحرب بالسودان تلزم الجميع بمراجعة مواقفهم من أجل وقفها، مناشدين المجتمع الدولي العمل على حتمية وصول المساعدات لإنقاذ حياة ملايين السودانيين.
عقد المؤتمر بحضور ممثلين عن تحالفات سياسية مؤيدة للديمقراطية وجماعات يقودها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك إلى جانب قادة من الجماعات المتمردة السودانية.
وبينما اعتبرت القوى السياسية السودانية أن اجتماع القاهرة مثل فرصة جيدة للتوافق على العمل لوقف الحرب في السودان، غابت عن هذا الاجتماع الذي رعته مصر، الأطراف المتحاربة، مما أثار شكوكا حول جدوى هذا اللقاء والتوصيات التي صدرت عنه.
وأمام هذه الإشكالية، حذر خبراء دوليون الشهر الماضي من أن 755 ألف شخص في السودان سوف يواجهون خطر المجاعة في الأشهر المقبلة.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.