جامعة الدول تدعو إلى وضع قواعد عربية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي

جامعة الدول تدعو إلى وضع قواعد عربية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي
الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي

دعا الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، إلى وضع قواعد عربية طموحة تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بقدر عالٍ من التوازن والواقعية بما يسهم في كسب رهان التحول الرقمي للدول الأعضاء، سيما منها التي تحتاج إلى البنية التحتية المعلوماتية والتأهيل الرقمي الشامل.

وأكد السفير خطابي، في افتتاحية العدد (23) لمجلة "بيت العرب"، ضرورة السير سويا نحو بناء مجتمعات المعرفة والابتكار في منطقتنا العربية مع الأخذ بالاعتبار الخصوصيات الثقافية والمجتمعية ومستلزمات التفاعل مع المبادرات المطروحة على صعيد الأمم المتحدة والهيئة الاستشارية المعنية التابعة لها، ومنظمة "اليونسكو" التي تهدف الاستفادة من التوظيفات الواعدة للذكاء الاصطناعي في تسريع مسارات التنمية الشاملة.

وأشار إلى أن الحضارة الإنسانية دخلت مع بروز تطبيقات الذكاء الاصطناعي مرحلة جديدة في نطاق ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة والتي أثارت نقاشا معمقا حول ما يتيحه هذا التطور من فرص وأدوات لتجويد الاستدامة وتجاوز تباطؤ تحقيق أهداف التنمية الشاملة ومواجهة التحديات التنموية المتعددة، دون إغفال ما يكتنف هذه التطبيقات من مخاطر على أنماط العيش وفقدان الوظائف والتهديدات الجسيمة للقيم الإنسانية المتعارف عليها.

وقال السفير خطابي إن طبيعة التطور البشري تجعل من التوجه نحو المستقبل خيارا حتميا لا محيد عنه، يستلزم الانخراط في هذا التحول بتملك التقنيات التكنولوجية الذكية وتعزيز القدرات والمهارات في هذا المجال واستغلالها في خدمة القطاعات الإنتاجية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية.

وأكد أن قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، يعمل على رصد واستقراء المستجدات المتصلة بالذكاء الاصطناعي في سياق هذا التطور التكنولوجي الذي أصبح يحظى باهتمام خاص في أجندة اجتماعات الأمانة العامة والمجالس الوزارية، بما فيها مجلس وزراء الإعلام والمنظمات المتخصصة التي تعمل تحت مظلة الجامعة العربية.

واعتبر خطابي أن الهواجس التي يثيرها الذكاء الاصطناعي على المستويات المجتمعية والقانونية والأخلاقية التي تلقي بظلالها على الاستخدامات غير الآمنة بارتباط مع احترام حقوق الإنسان ولا سيما ما يتعلق بحماية البيانات الشخصية، لا يمكن أن تشكل عائقا أمام هذا المسار الذي يفرض نفسه على الجميع من صناع قرار ومنظمات ومراكز بحوث بدءا بعمل تشاركي يهدف إلى نشر الثقافة الرقمية والسعي نحو تقليص الفجوة الرقمية، إذ إن 89 في المئة من سكان بلدان الشمال يستخدمون الإنترنت مقابل 21 في المئة فقط في بلدان الجنوب.

وسبق أن حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطرا على السلم والأمن على المستويين المحلي والدولي، داعيا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.

وقال غوتيريش في جلسة هي الأولى التي يخصّصها مجلس الأمن في يوليو 2023 للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي: "من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة".

وتابع: "الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر"، مشيرا إلى أن التقنية قادرة على المساعدة في تعظيم الإنتاج وتطويره ووضع حد للفقر أو علاج السرطان، ومن الممكن أيضا أن يكون لها "عواقب خطيرة جدا على السلام والأمن الدوليين".

ومن جهة أخرى "الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور"، بحسب غوتيريش.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية