إطلاق برنامج لتعزيز التبادلات والتواصل بين الأطفال الصينيين والأفارقة
إطلاق برنامج لتعزيز التبادلات والتواصل بين الأطفال الصينيين والأفارقة
أطلقت الصين برنامجا يهدف إلى تعزيز التواصل بين الأطفال الصينيين والأفارقة في بكين، حيث شهدت مراسم الترحيب اجتماع عشرات الأطفال من ناميبيا وجنوب إفريقيا والصومال وأوغندا وجمهورية إفريقيا الوسطى مع أطفال من الصين.
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، اليوم الاثنين، بأن المراسم التي أقيمت أمس في المركز الوطني الصيني للأطفال، شملت تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة للأطفال، تضمنت ألعاب ورقص وعروض للفنون القتالية وجلسة رسم جماعية.
وفي منطقة التراث الثقافي غير المادي بالمركز، اختبر الأطفال سحر الثقافة الصينية التقليدية أثناء صنعهم للحقائب المعطرة ودمى الظل.
بدورها، قالت نائبة رئيسة اتحاد عموم الصين للنساء هوانج شياو وي، إن الأطفال يحملون مستقبل وآمال الصين وإفريقيا، مؤكدة أن التبادلات بين الأطفال ستضخ حيوية جديدة في التطور المستمر للصداقة الصينية-الإفريقية.
جدير بالذكر أن البرنامج تستضيفه وزارة الخارجية الصينية واتحاد عموم الصين للنساء. وخلال الستة أيام المقبلة، سيزور أطفال من الصين والدول الإفريقية الخمس المذكورة مواقع مثل متحف القصر الإمبراطوري في بكين، بالإضافة إلى مواقع ثقافية في مقاطعة خنان بوسط الصين.
يذكر أن الصين دولة ذات هوية ثقافية وحضارية مميزة، ارتکزت عليها منذ بداية الألفية الحالية للدخول بهدوء إلى القارة الإفريقية ذات الثقافات المتعددة، حتى لا تثير موجة استعداء ضدها بسبب تجربة الدول، والشعوب الإفريقية مع الاستعمار الغربي، فرفعت شعارات "صداقة وشراکة بلا استغلال".
ورغم أن للعلاقات الصينية الإفريقية جذوراً تاريخية قديمة، ومروراً بفترة حکم ماوتس تونج ثم دنج شياو بنج، وجيانج زيمين، ووصولا إلى الرئيس الحالي شي جين بينغ، فإن الصين نوعت من أدواتها عند التعامل مع القارة الإفريقية، ما بين وسائل اقتصادية، أو عسکرية، وغيرهم، وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وتحول العالم لفکرة العولمة اعتمدت الصين بشکل کبير على القوة الناعمة کوسيلة للنفاذ للقارة الإفريقية، ومن أخص أدواتها البعد الثقافي.
فعملت الصين على احترام الهوية الثقافية للدول الإفريقية، واعتمدت على العامل الثقافي لخلق صورة إيجابية وبناّءة عنها في إفريقيا؛ لتسهيل وجودها، وتغلغلها لدى الشعوب الإفريقية، وحرصت على تأمين العديد من المنح التعليمية، والتبادل الثقافي، والتعليمي لعدد کبير من الطلاب الإفريقيين، إضافة إلى عقد ورش العمل المشترکة، والتدريب المشترک، وأکدت مبکراً في ورقة السياسة الصينية تجاه المركز الوطني الصيني للأطفال إفريقيا عام 2006م تعميق العلاقات الثقافية بما فيها التعليم، والصحة، والعلوم، والتبادل الشعبي.
وأدت المبادئ التي رفعتها الصين کمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة إفريقية، وعرض المنح، والمساعدات دون شروط مسبقة، بالإضافة إلى تاريخها المتضامن مع القضايا الإفريقية، إلى المزيد من ثقة الدول الإفريقية، وتتمثل إشکالية الموضوع في تحديد تأثير الهوية الثقافية لکل من الصين والدول الإفريقية على مستقبل العلاقات ما بين الطرفين.