دول البلقان ترسل طائرات إطفاء لمقدونيا الشمالية للسيطرة على حرائق الغابات
دول البلقان ترسل طائرات إطفاء لمقدونيا الشمالية للسيطرة على حرائق الغابات
أرسلت كرواتيا وسلوفينيا وصربيا وتركيا، طائرات ومروحيات إلى مقدونيا الشمالية، لمساعدة رجال الإطفاء الذين يكافحون منذ عدة أيام سلسلة حرائق غابات ناجمة عن درجات الحرارة المرتفعة.
ونقل راديو إل أف أم السويسري نقلا عن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات جانيز لينارسيك، أن الاتحاد الأوروبي متحد في دعمه مقدونيا الشمالية، مشيرًا إلى أن الاستجابة السريعة لآلية الحماية المدنية والاتحاد الأوروبي أمر حاسم لمساندة الجهود المحلية ضد حرائق الغابات الكارثية، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وكانت النيران قد اشتعلت في مئات الهكتارات من الغابات خلال الأسبوع الماضي وطالت العديد من أقاليم مقدونيا الشمالية، وأعلنت السلطات أمس أنه لا يزال هناك 12 حريقا للغابات نشطا في البلاد، وقد تم الإعلان عن حالة أزمة بسبب "زيادة عدد حرائق الغابات".
وأوضح الراديو أن الحكومة قررت استدعاء الشرطة والجيش لمكافحة الحرائق، ورفع مستوى إعداد الطواقم الطبية في جميع أنحاء البلاد.
ومنعت السلطات يوم الاثنين، السكان من دخول الغابات والمناطق الجبلية الشاسعة في البلاد، وتشهد منطقة البلقان منذ الأسبوع الماضي موجة حارة من المتوقع أن تستمر لعدة أيام.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".