الشرطة النيجيرية تطلق الغاز المسيل لتفريق تظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة

الشرطة النيجيرية تطلق الغاز المسيل لتفريق تظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة

 

أطلقت الشرطة النيجيرية الغاز المسيل للدموع، الخميس، لتفريق المتظاهرين في العاصمة أبوجا ومدينة كانو الشمالية حيث شارك الآلاف في مسيرات في أنحاء البلاد احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعشية.

وتعاني الدولة الإفريقية الأكثر سكانا من ارتفاع معدلات التضخم وتراجع قيمة النيرة بشكل كبير بعدما رفع الرئيس بولا أحمد تينوبو الدعم عن الوقود وقام بتحرير العملة المحلية قبل عام من أجل تحسين الاقتصاد.

وحظيت الحركة الاحتجاجية التي انطلقت تحت شعار "ضعوا حدا للحوكمة السيئة في نيجيريا" #EndbadGovernanceinNigeria بالدعم عبر حملة على الإنترنت، لكن الحكومة حذّرت من أي محاولات لاستنساخ تظاهرات عنيفة نُظّمت مؤخرا في كينيا حيث أُجبرت الحكومة على التخلي عن فرض ضرائب جديدة.

يعاني العديد من النيجيريين من ارتفاع التكاليف إذ بلغ معدل التضخم في أسعار المواد الغذائية 40 في المئة بينما ارتفعت أسعار الوقود بثلاثة أضعاف، لكن العديد من الأشخاص يخشون أيضا من تسبب الاحتجاجات بتدهور الوضع الأمني.

وفي كانو، ثاني كبرى مدن البلاد، حاول المحتجون إشعال نيران خارج مكتب حاكم الولاية وردّت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل، ما أجبر معظم المتظاهرين على التراجع، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس في الموقع.

وقال العامل في أحد المصانع جيتي أوموزي (38 عاما): "نشعر بالجوع. حتى عناصر الشرطة والجيش يشعرون بالجوع".

وأضاف "لدي طفلان وزوجة لكن لم يعد بإمكاني إطعامهم"، داعيا الحكومة إلى خفض أسعار الوقود.

وأضرم المتظاهرون النيران بعد ذلك في مركز رقمي تابع للجنة الاتصالات النيجيرية يقع قرب مكتب المحافظ وقاموا بنهبه فيما أطلقت الشرطة الرصاص في الهواء لتفريقهم.

وأعلنت الشرطة عن عمليات نهب وحرق في المدينة وأوقفت 13 شخصا.

وفي أبوجا، أغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى "ساحة إيغل" (أحد مواقع الاحتجاجات) وأطلقت الغاز المسيل ونصبت السياج الشائكة لمنع مئات المحتجين من الوصول إلى المكان.

وأطلق عناصر الأمن بعد ذلك الغاز المسيل لتفريق الحشود في مارارابا على أطراف العاصمة، بحسب فرانس برس.

وشارك نحو ألف شخص في مسيرة سلمية في العاصمة الاقتصادية لاغوس حيث هتفوا "تينوبو أولي" أي اللص.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن مئات المحتجين خرجوا إلى الشوارع في مدينة ميدوغوري وعدد من الولايات الأخرى في أنحاء البلاد.

"حوكمة سيئة" 

وقال المتظاهر البالغ 24 عاما، أياماو بيس آدامز، خارج الملعب الوطني في أبوجا قبل أن يتم إطلاق الغاز المسيل "دفعني الجوع إلى الاحتجاج.. يعود الأمر كلّه إلى الحوكمة السيّئة".

وعشية الاحتجاجات، حضّ مسؤولو حكومة تينوبو الناشطين الشباب على رفض المسيرات وإفساح مجال لتطبيق إصلاحات تينوبو وتحسين الاقتصاد.

لكن قادة الاحتجاجات، وهو ائتلاف فضفاض من مجموعات المجتمع المدني، تعهّدوا بالمضي قدما بالتظاهرات رغم ما قالوا إنها تحديات قانونية تحاول حصرهم في الحدائق العامة والملاعب بدل تنظيم مسيرات.

 صعوبات اقتصادية 

كشفت الحكومة الأربعاء عن مساعدات عرضتها للتخفيف من حدة الصعوبات الاقتصادية تشمل زيادة الحد الأدنى للأجور وتقديم حبوب للولايات في أنحاء البلاد ومساعدات للمحتاجين.

وقال أمين عام اتحاد الحكومة جورج أكومي للصحفيين إن "حكومة الرئيس تينوبو تعترف بحق التظاهر السلمي لكن يتعيّن أن نتوخى الحذر ونكون في حالة يقظة".

خرجت آخر تظاهرة كبيرة في نيجيريا عام 2020 عندما تظاهر ناشطون شباب ضد وحشية فريق "سارس" المناهض لعمليات السرقة في احتجاجات باتت من الأكبر في ديموقراطية نيجيريا الحديثة.

لكن التظاهرات انتهت بسفك دم في لاغوس.. واتّهمت مجموعات حقوقية الجيش بإطلاق النار على متظاهرين سلميين لكن الجيش أفاد بأن القوات لم تستخدم الرصاص الحي لتفريق حشد تحدى حظر التجول. وأعلنت منظمة العفو الدولية مقتل 10 أشخاص على الأقل.

وتأتي تظاهرات نيجيريا بعدما أُجبر الرئيس الكيني وليام روتو على إلغاء ضرائب فرضها مؤخرا وشكّل حكومة جديدة بعد أسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أسوأ أزمة خلال عامين تقريبا قضاهما في السلطة.

وفي أوغندا، أوقف مسؤولون العشرات في وقت سابق هذا الشهر بعدما شاركوا في تظاهرات محظورة ضد الفساد مستوحاة من مسيرات كينيا نظّمها ناشطون شباب عبر الإنترنت.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية