بريطانيا.. خدمات أمنية طارئة حول المساجد بسبب استمرار موجة العنف ضد المهاجرين
بريطانيا.. خدمات أمنية طارئة حول المساجد بسبب استمرار موجة العنف ضد المهاجرين
أعلنت وزيرة الأمن الداخلي البريطانية إيفيت كوبر، توفير خدمات أمنية طارئة للمساجد والمدارس والمرافق الإسلامية في جميع أنحاء بريطانيا، وذلك في ظل تصاعد وتيرة أعمال العنف ضد المسلمين والمهاجرين والأقليات في البلاد.
وأشارت كوبر في بيان رسمي إلى أن عملية الاستجابة السريعة الجديدة ستساعد في توفير أفراد أمن إضافيين للمساجد المعرضة لخطر الاضطرابات العنيفة، ليسهم في تعزيز العمل الذي تقوم قوات الشرطة المحلية لحماية أماكن العبادة وتأمين وطمأنة السكان.
وبموجب العملية الجديدة المعمول بها الآن، يمكن للشرطة والسلطات المحلية والمساجد أن تطلب نشر الأمن السريع، وحماية المجتمعات، ما سيتيح لهم العودة إلى دور العبادة في أسرع وقت ممكن.
وأوضحت كوبر أن هذا القرار يعد استكمالًا لمخطط الأمن الوقائي الحالي للمساجد، والذي تم تخصيص نحو 29.4 مليون جنيه إسترليني لتنفيذه هذا العام، تحت بند تمويل الأمن في المساجد والمدارس الإسلامية.
وقالت كوبر: "بريطانيا بلد فخور ومتسامح، ولا ينبغي لأحد أن يقدم أي أعذار للأفعال المخزية التي ارتكبها مثيرو الشغب والبلطجية والجماعات المتطرفة الذين هاجموا ضباط الشرطة، ونهبوا المتاجر المحلية أو هاجموا الناس على أساس لون بشرتهم".
وتابعت: "في ضوء التهديدات والهجمات المشينة التي واجهتها المساجد المحلية في العديد من المجتمعات، تقدم الحكومة دعمًا إضافيًا سريعًا من خلال مخطط الأمن الوقائي للمساجد، إلى جانب الدعم من قوات الشرطة المحلية.. ونكرر أن أي شخص متورط في هذه الفوضى والعنف سيواجه القوة الكاملة للقانون".
وشددت كوبر على أن الأمة البريطانية لن تتسامح مع السلوك الإجرامي والتطرف الخطير والهجمات العنصرية التي تتعارض مع كل ما تمثله البلاد.
وفي السياق ذاته، أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعمال البلطجة والتخريب والعنف التي ارتكبها أفراد منتمون لليمين المتطرف هذا الأسبوع في عدة مناطق بالمملكة المتحدة ضد المجتمعات الإسلامية والمهاجرين بشكل عام.
وقال ستارمر، في بيان متلفز: "لا شك أن أولئك الذين شاركوا في هذا العنف سيواجهون القوة الكاملة للقانون"، مؤكدًا أن "الشرطة ستقوم باعتقال الأفراد وسيتم احتجازهم احتياطيًا، وسيتبع ذلك توجيه التهم ثم الإدانات".
وتابع: "في الوقت الحالي، تحدث هجمات على فندق يؤوي لاجئين في روثرهام من قِبل عصابات مارقة عازمة على انتهاك القانون أو ما هو أسوأ.. لقد تم تحطيم النوافذ وإشعال النيران، وأصبح السكان والموظفون يعيشون في خوف".
وأكد ستارمر أنه "لا يوجد أي مبرر لما يحدث، ويجب على جميع الأشخاص ذوي العقلية السليمة إدانة هذا النوع من العنف، لأن الناس في هذا البلد لهم الحق في أن يكونوا آمنين، ومع ذلك، فقد شهدنا استهداف المجتمعات الإسلامية وهجمات على المساجد، واستهدافات لمجتمعات أقلية أخرى".
وأضاف ستارمر أنه تمت رؤية "التحية النازية في الشارع وهجمات على الشرطة وعنف متعمد وخطاب عنصري.. لذلك لن أتردد في تسمية هذا بما هو عليه.. بلطجة اليمين المتطرف".
وقال ستارمر، موجهًا حديثه للأقليات: "إلى أولئك الذين يشعرون بأنهم مستهدفون بسبب لون بشرتهم أو معتقداتهم، أعرف مدى الرعب الذي قد يخلفه هذا الأمر، لكن أريدكم أن تعلموا أن هؤلاء العنيفين لا يمثلون بلدنا، وسنقدمهم للعدالة".
ووجه ستارمر حديثه إلى مرتكبي الشغب، قائلًا: "أضمن لك أنك ستندم على المشاركة في هذه الفوضى، سواء بشكل مباشر أو من قِبل أولئك الذين يحرضون على هذا العمل عبر الإنترنت، ثم يفرون بأنفسهم".
وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أن "ما يحدث ليس احتجاجًا، بل بلطجة منظمة وعنيفة، ولا مكان لها في شوارعنا أو عبر الإنترنت".
ويشعر المسؤولون الدينيون المسلمون في بريطانيا بقلق إثر أعمال عنف وتظاهرات استهدفت مساجد، وهم في حالة تأهب منذ مقتل ثلاث فتيات طعنا في شمال غرب البلاد وانتشار شائعات غير مدعومة بأدلة بأن المشتبه به مسلم.
وصارت المساجد أهدافًا منذ حادث الطعن الذي وقع في مدينة ساوثبورت الاثنين خلال حفلة عن أغاني النجمة الأمريكية تايلور سويفت. واندلعت أعمال شغب في مدن انجليزية اتُّهم افراد من اليمين المتطرف بالوقوف وراءها.
وأُطلقت هتافات معادية للإسلام خلال اضطرابات شهدتها مدينة سندرلاند في شمال شرق إنجلترا مساء الجمعة، ووقعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أمام مسجد في المدينة.
وأكدت الشرطة أن مئات من أنصار حركة «إنجليش ديفنس ليغ» اليمينية المتطرفة اشتبكوا مع قوات الأمن مساء الثلاثاء، وهاجموا مسجدًا في ساوثبورت.