مسؤولة أممية: الأهوال لم تتوقف للنساء والفتيات الأفغانيات طوال ثلاث سنوات
مسؤولة أممية: الأهوال لم تتوقف للنساء والفتيات الأفغانيات طوال ثلاث سنوات
قالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، أليسون ديفيديان إنه بعد ثلاث سنوات من سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان فإن الأهوال لم تتوقف بالنسبة للنساء والفتيات الأفغانيات، كما لم تلن قناعتهن بالوقوف ضد القمع.
جاءت تصريحات ديفيديان أثناء مؤتمر صحفي شاركت فيه عبر الفيديو من أفغانستان وعُقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، والذي صادف ذكرى مرور ثلاث سنوات على سيطرة طالبان على الحكم في البلاد. واستعرضت المسؤولة الأممية خلال المؤتمر الصحفي أيضا آخر نتائج تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن أفغانستان الذي صدر يوم الثلاثاء.
وقالت ديفيديان: "ثلاث سنوات مرت من المراسيم والتوجيهات والتصريحات التي لا تعد ولا تحصى والتي تستهدف النساء والفتيات، وتجردهن من حقوقهن الأساسية، وتنتزع استقلاليتهن"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
ونقلت رسالة إحدى النساء أثناء زيارة قامت بها لشمال أفغانستان، والتي قالت لها: "تزوجت في السادسة عشرة من عمري، لم أستطع إنهاء المدرسة، كان أملي أن تكون حياة ابنتي أفضل، والآن أشعر بالقلق من أن تكون حياتها أسوأ، إلى أولئك الذين ما زالوا يستمعون إلى أصواتنا، من فضلكم ساعدونا في النضال من أجل حريتنا".
محو من الحياة العامة
ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان أفادت بأن أبرز الاتجاهات اللافتة التي وردت في تقرير الهيئة الجديد هو "محو المرأة الأفغانية من الحياة العامة". وقالت إنه لا توجد امرأة في أفغانستان في منصب قيادي في أي مكان له تأثير سياسي، على المستوى الوطني أو الإقليمي.
وأضافت أن من بين النساء اللائي تحدث إليهن معدو التقرير، شعرت 98 في المئة أن تأثيرهن على عملية صنع القرار في مجتمعاتهن محدود أو معدوم، كما أن نسبة النساء اللائي يشعرن أنهن قادرات على التأثير على عملية صنع القرار على مستوى الأسرة انخفض بنحو 60 في المئة خلال العام الماضي.
وأوضحت ديفيديان أن بيانات الهيئة تظهر أنه بحلول عام 2026، فإن تأثير ترك 1.1 مليون فتاة خارج المدرسة وأكثر من 100,000 امرأة خارج الجامعة يرتبط بزيادة في معدل الإنجاب المبكر بنسبة 45 في المئة، وزيادة خطر وفيات الأمهات بنسبة 50 في المئة على الأقل.
مصير مشترك
ودعت المسؤولة الأممية إلى الاستمرار في الاستثمار في النساء، "فلا شيء يقوض رؤية طالبان للمجتمع أكثر من تمكين الجزء نفسه من السكان الذي يسعون إلى قمعه".
وأشارت إلى أن ذلك الاستثمار يجب أن يترجم في ثلاثة مجالات بما فيها تخصيص تمويل مرن وطويل الأجل للمنظمات النسائية الشعبية، وتصميم برامج مخصصة لمكافحة محو النساء والفتيات، وتيسير المساحات حيث يمكن للنساء الأفغانيات التعبير عن مخاوفهن وأولوياتهن بشكل مباشر.
وقالت ديفيديان: "لا يمكننا أن نترك النساء الأفغانيات يناضلن وحدهن، وإذا فعلنا هذا، فلن يكون لدينا أي أساس أخلاقي للنضال من أجل حقوق المرأة في أي مكان، إن مصيرهن يحدد مصير النساء في كل مكان".
أزمة إنسانية عنيفة
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتهدد المجاعة ما يزيد على 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أصل عدد سكان يقدر بنحو 37 مليون نسمة.
قيود صارمة على النساء
وفيما وعدت طالبان بنظام أكثر ليونة لدى عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، فرضت في المقابل قيودا صارمة على النساء، ما أدى إلى استبعادهن عن الحياة العامة.
وحظرت حكومة طالبان عمل النساء في المنظمات الإنسانية في البلاد.
وأغلقت ثانويات البنات في حين خسرت نساء وظائفهن في الحكومة ويتقاضين جزءا ضئيلا من مرتباتهن للبقاء في المنزل، كما منعت مؤخرا الفتيات من التعليم العالي.
ومُنعت النساء من الذهاب إلى الحدائق والصالات الرياضية والحمامات العامة، وتم منعهن من السفر دون محرم، ويتعين عليهن وضع الحجاب في الأماكن العامة.