الأمم المتحدة تدعو بلغاريا لمراجعة قانون يحظر "الدعاية" للمثليين بالمدارس

الأمم المتحدة تدعو بلغاريا لمراجعة قانون يحظر "الدعاية" للمثليين بالمدارس

دعت الأمم المتحدة بلغاريا إلى "مراجعة" قانون أقرّته أخيراً يهدف إلى مكافحة "الدعاية" لمجتمع المثليين في المدارس، معتبرة خصوصاً أن هذا النص يتعارض مع "الالتزامات الدولية" لهذه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.

وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسيل في بيان "نشعر بقلق بالغ إزاء اعتماد تعديل تشريعي في بلغاريا يحظر أي مناقشة حول التوجه الجنسي والهوية الجنسية في المدارس، وندعو بشكل عاجل إلى مراجعته مع أخذ التزامات البلاد الدولية في الاعتبار"، وفق وكالة فرانس برس.

ووقّع الرئيس البلغاري رومين راديف الخميس على هذا النص المستوحى من قوانين المجر وروسيا والذي يحظر على المدارس "تشجيع" التوجه الجنسي "غير التقليدي" والهوية الجنسية "المختلفة عن البيولوجية".

وبذلك، تجاهل رئيس بلغاريا المقرّب من موسكو دعوات المنظمات غير الحكومية وكذلك دعوات مجلس أوروبا لاستخدام حق النقض لمنع دخول النص حيز التنفيذ.

وفي بيانها، اعتبرت الأمم المتحدة أن هذا النص "يتعارض مع الضمانات الدستورية في بلغاريا والالتزامات الناشئة عن المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان لضمان المساواة وعدم التمييز وحرية التعبير".

ولا تسمح بلغاريا، الدولة الشيوعية السابقة، بالزواج أو الاتحاد المدني بين الأشخاص من الجنس نفسه.

وتشهد البلاد أيضا عدم استقرار سياسي قوي، وستقام فيها انتخابات خلال الخريف المقبل للمرة السابعة منذ عام 2021.

مجتمع المثليين في بلغاريا

في بلغاريا، حقوق وأوضاع مجتمع المثليين تواجه تحديات كبيرة، على الرغم من أن البلاد عضو في الاتحاد الأوروبي، حيث يتمتع مجتمع المثليين ببعض الحماية القانونية، إلا أن القوانين والتوجهات الاجتماعية في بلغاريا تعتبر محافظة بشكل عام.

وفي بلغاريا، تعتبر العلاقات المثلية قانونية منذ عام 1968، ولكن زواج المثليين أو الشراكات المدنية غير معترف بها قانونيًا، وهناك قوانين تحظر التمييز على أساس التوجه الجنسي في مجالات مثل العمل والخدمات العامة. ومع ذلك، لا توجد قوانين لحماية المثليين بشكل محدد من جرائم الكراهية.

بلغاريا مجتمع محافظ نسبيًا، وغالبًا ما تتعرض قضايا المثليين للرفض أو الانتقاد، والرأي العام تجاه مجتمع المثليين سلبي في الغالب، حيث تعتبر المثلية موضوعًا حساسًا أو محرمًا لدى الكثيرين.

ويواجه مجتمع المثليين في بلغاريا تحديات مثل التمييز، والتنمر، والعنف، سواء في الحياة اليومية أو في الأماكن العامة، كما تواجه فعاليات مثل "مسيرة الفخر" عادة احتجاجات من مجموعات محافظة أو متطرفة.

وهناك منظمات حقوقية تعمل على تحسين أوضاع مجتمع المثليين في بلغاريا، ولكن هذه الجهود تواجه صعوبات كبيرة بسبب التحديات الثقافية والسياسية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية