"أوتشا": التسامح مع قتلة العاملين في مجال المساعدات يثير أسئلة عميقة حول إنسانيتنا
في اليوم الدولي للعمل الإنساني
نشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الاثنين، رسالة من منسق الشؤون الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، برونو ليماركويس، بمناسبة اليوم الدولي للعمل الإنساني، الموافق 19 أغسطس من كل عام، والتي أشاد فيها بأولئك الذين يخاطرون بحياتهم لمساعدة الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء العالم.
وقال ليماركويس يكتسب الاحتفال هذا العام أهمية خاصة في سياق جمهورية الكونغو الديمقراطية، نظرًا لتصاعد الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل ستة من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية واختُطف 11 آخرون بين يناير ويونيو من هذا العام، مع أكثر من 200 حادثة استهدفت العاملين في المجال الإنساني بشكل مباشر في الميدان.
وأضاف "ليماركويس" لا تزال ذكرى زميلينا اللذين قُتلا في 30 يونيو عندما أشعلت مجموعات من الشباب المسلحين النار في قافلة إنسانية في بوتيمبو حية في أذهاننا، مشددا “لا ينبغي استهداف العاملين في المجال الإنساني تحت أي ظرف من الظروف”.
وقال: "شهدنا في الأسابيع الأخيرة تصاعداً مثيراً للقلق في الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة ضد المدنيين في مقاطعتي إيتوري وشمال كيفو، ففي الفترة ما بين يناير ويوليو، قُتل أكثر من 630 مدنياً بشكل مأساوي في أراضي مامباسا وإيرومو في إيتوري، وفي أراضي بيني ولوبيرو في شمال كيفو.. وقد أسفرت هذه الهجمات عن نزوح عشرات الآلاف من الناس وتعليق المساعدات الإنسانية مؤقتاً في مناطق معينة".
وشدد المسؤول الأممي على أنه بالرغم من خطورة القتل والمعاناة، لم يُظهِر العالم ما يكفي من الغضب إزاء هذا الوضع الكارثي، وأن هذا الافتقار إلى الغضب الجماعي، وهذا التسامح مع العنف، يثير أسئلة عميقة حول إنسانيتنا وقدرتنا على منع العنف المنهجي الذي يودي بحياة المدنيين الأبرياء والتحرك ضده.
وأضاف: "لهذا السبب أصف الأزمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بأنها ليست فقط واحدة من أكثر الأزمات إهمالاً في العالم، بل وأيضاً واحدة من أكثر الأزمات تسامحاً".
وقال "ليماركويس": “من الضروري أن نستمع إلى أصوات أولئك الذين يعانون، وأن نتخذ تدابير ملموسة لوقف هذه الدائرة المزعجة من العنف التي استمرت لعقود من الزمن وحماية الأكثر ضعفاً.. لا ينبغي لنا أن نسمح لهذه الأعمال العنيفة بأن تصبح مقبولة باعتبارها أمراً طبيعياً. إنها ببساطة غير مقبولة”، لافتا أن في هذا العام، يشكل إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني، دعوة للعمل من أجل الإنسانية"، ودعوة إلى العمل.
وقال: "يجب أن نتحرك لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني من العنف، ويجب أن نتحرك ضد إفلات مرتكبي الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والمدنيين من العقاب.. يجب أن نتحرك من أجل السلام".
وشدد المسؤول الأممي: "عندما نفشل في حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، فإننا نفشل في دعم أساسيات حقوق الإنسان، ونفشل في إغاثة الناس في محنة.. إن دوامة العنف والمعاناة هذه تدمر أسس التماسك الاجتماعي والسلام، كما أنها تدمر المدارس والمراكز الصحية، وتحرم الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم والمجتمعات بأكملها من الوصول إلى الرعاية الصحية الحيوية".
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة الأمم المتحدة في النصف الأول من عام 2024، نزح حوالي 7.3 مليون شخص في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهذا يعادل أكثر من 400 ألف نازح جديد منذ ديسمبر 2023.
وقال إن النزوح الجماعي للسكان بسبب الصراع المسلح، إلى جانب الظروف المعيشية الهشة الناتجة عن ذلك، يخلق أرضًا خصبة للعنف الجنسي ضد النساء والفتيات وللجنس من أجل البقاء، فضلاً عن الانتشار السريع للأوبئة مثل الكوليرا والحصبة والملاريا في المناطق المتضررة من العنف.
وأوضح أنه على الرغم من هذه التحديات، تظل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين من هذه الأزمات، بالتنسيق الوثيق مع السلطات الوطنية.
ومع ذلك، فإن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 ممولة بنسبة 35% فقط حتى اليوم، ما يعني أن مئات الآلاف من الأشخاص المعرضين للخطر يتخلفون عن الركب.
واختتم "ليماركويس" رسالته قائلا: "فلنعمل معًا من أجل الإنسانية".