وسط أزمة مناخية.. الجوع يفتك بالنازحين في عبس اليمنية
وسط أزمة مناخية.. الجوع يفتك بالنازحين في عبس اليمنية
يشهد اليمن تفاقماً غير مسبوق في أزماته الإنسانية، إذ يتداخل تأثير النزاع المستمر منذ نحو عقد مع انعكاسات التغير المناخي، في ظل تراجع حاد في التمويل الدولي.
تهدد هذه العوامل مجتمعة سبل عيش ملايين اليمنيين وتدفع بمعدلات النزوح الداخلي إلى مستويات مقلقة، في وقت تتراجع فيه قدرة الأسر على التأقلم مع الظروف المتغيرة.
عبس.. بؤرة المعاناة
حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، في بيان له، اليوم الثلاثاء، من الوضع الحرج في مديرية عبس بمحافظة حجة، مؤكداً أن المنطقة أصبحت شاهداً على حجم المأساة الإنسانية في اليمن.
وذكر التقرير أن أكثر من 41 ألف شخص في المديرية يواجهون خطر المجاعة، نتيجة تعليق المساعدات الغذائية وتدهور الأراضي الزراعية بفعل التغيرات المناخية.
ومع تناقص المساعدات، وجدت آلاف الأسر نفسها مضطرة لاعتماد استراتيجيات تكيف قاسية، مثل تقليل الوجبات اليومية أو الاستدانة أو بيع ممتلكاتها البسيطة من أجل الحصول على الطعام.
وغالباً ما ينام الأطفال في هذه الأسر جائعين، ما يفاقم معدلات سوء التغذية بينهم ويعرضهم لمخاطر صحية جسيمة.
مركز للنزوح الداخلي
تُعد مديرية عبس موطناً لثاني أكبر عدد من النازحين داخلياً في اليمن، معظمهم من النساء والأطفال، فقد لجأ إليها عشرات الآلاف من الفارين من القتال في مديرية حرض وشمال حجة، ليجدوا أنفسهم أمام معاناة يومية هائلة تتجسد في ندرة الغذاء والماء وانعدام الخدمات الأساسية.
ويشير التقرير إلى وجود أكثر من 220 ألف نازح في المديرية، يعيشون في مخيمات مكتظة أو تجمعات عشوائية، حيث بات الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية معركة يومية.
ومنذ مارس الماضي، فقد النازحون في عبس إمكانية الحصول على إغاثة طارئة منقذة للحياة نتيجة التخفيضات الحادة في التمويل الإنساني.
وأدت هذه الفجوة القاتلة في المساعدات إلى مآسٍ عظيمة، إذ توفيت طفلة نازحة جوعاً في حزيران/يوليو، بعد أيام فقط من وفاة امرأة مسنة للسبب نفسه داخل مخيمات النزوح.
دعوات عاجلة للتدخل
يحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية واسعة، مؤكداً أن الاستجابة العاجلة ضرورية لتفادي المزيد من الخسائر في الأرواح.
وشددت منظمات إنسانية على أن نقص التمويل يعرض ملايين اليمنيين، ولا سيما النساء والأطفال، لخطر المجاعة والأوبئة، في وقت يتواصل فيه النزاع المسلح بلا أفق للحل.