طلاب فقدوا أبصارهم باحتجاجات بنغلاديش يأملون في مستقبل أفضل (صور)

طلاب فقدوا أبصارهم باحتجاجات بنغلاديش يأملون في مستقبل أفضل (صور)

يعتقد الطالب البنغلاديشي عمر فاروق أن مستقبل بلاده مشرق، لكنه لا يرى سوى الظلام، إذ أصابته رصاصات مطاط بالعمى بعدما أطلقتها الشرطة أثناء محاولتها سحق الانتفاضة الطلابية.

وقُتل أكثر من 450 شخصا، العديد منهم بنيران الشرطة، خلال شهر من الاحتجاجات قادها الطلاب ضد حكم رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة الاستبدادي الذي استمر 15 عاما، قبل أن تستقيل وتفر إلى الهند في الخامس من أغسطس، وفق وكالة فرانس برس.

وفقد عشرات المتظاهرين بصرهم، بعضهم في عين واحدة، والبعض الآخر بالكامل، بسبب إطلاق الشرطة الرصاص المطاط أو البلاستيكي من بنادق.

وتُتهم قوات الأمن البنغلاديشية باستخدام القوة المفرطة لقمع الاحتجاجات.

وقال فاروق البالغ 20 عامًا "تعرضت للرصاص في كل مكان.. أنفي وعيناي، من مسافة قريبة"، واجتاز فاروق مسافة 200 كيلومتر (125 ميلاً) من مدينة بوغورا الشمالية ليشارك في الاحتجاجات في العاصمة دكا.

وهو يتلقى حاليا العلاج في المستشفى والمعهد الوطني لطب العيون، أكبر مركز متخصص في البلاد.

وتظهر سجلات المركز أن نحو 600 شخص فقدوا جزءا من قدرتهم البصرية على الأقل بسبب إطلاق الرصاص خلال الأسابيع التي شهدت تظاهرات ضد حسينة. ومن بين هؤلاء أصيب 20 شخصا بالعمى التام.

وأكدت تقارير إعلامية محلية أن مئات آخرين أصيبوا بالرصاص في أعينهم يتلقون علاجات في مستشفيات أصغر في كل أنحاء دكا.

وقال محمد عبدالقادر، القائم بأعمال مدير المستشفى والمعهد الوطني لطب العيون "كنا نجري ما يصل إلى عشر عمليات جراحية في الوقت عينه. لم نشهد مثل هذا الوضع من قبل".

"قوة غير متكافئة"

توصي منظمات لحقوق الإنسان بعدم استخدام الرصاص المطاط ضد حشود من المتظاهرين العزل، واصفة إمطارهم بهذه الطلقات بالعشوائي.

ووصفت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" ومقرها الولايات المتحدة استخدام الرصاص المطاط بأنه "غير دقيق بطبيعته"، وربما "قاتل للبشر عن قرب".

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن هناك "مؤشرات قوية" على أن قوات الأمن البنغلاديشية "استخدمت القوة غير الضرورية وغير المتكافئة" في تعاملها مع الانتفاضة التي قادها الطلاب، ومن المتوقع أن يزور فريق تابع للأمم المتحدة دكا لإجراء تحقيق.

وفيما امتلأت أجنحة المستشفى والمعهد الوطني لطب العيون بمحتجين يعانون ضعفا في البصر، يؤكد هؤلاء أنهم شهود على العنف.

ويرقد محمد عبد العليم (34 عامًا) متألمًا على سريره في المستشفى، وما زالت عدة رصاصات عالقة في جسده، وعينه اليسرى منتفخة ومحتقنة بالدماء.

وقال عبد العليم والألم بادٍ عليه "أحيانًا أتمنى لو كان بإمكاني قطع الجانب الأيسر من وجهي"، مضيفا "لا أستطيع حتى أن أرى بوضوح كمية الأرز الموجودة في طبقي عندما أتناول الطعام".

وتشهد صورة شعاعية لجمجمته على معاناته، إذ أظهرت وجود عشرات الشظايا مستقرة في كل أنحاء رأسه.

وأفاد عبد العليم بأن الشرطة أمهلته ومحتجين آخرين 20 ثانية ليتفرّقوا قبل أن تمطرهم بالرصاص.

وأكد أن عشرات الأشخاص "سقطوا على الفور" بعد إطلاق الرصاص.

"من أجل بلادي"

أمل الشاب أن "تهتم" السلطات الجديدة أي الحكومة الانتقالية برئاسة محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام، بعلاجه.

وقالت حكومة يونس، الثلاثاء، إنها تنشئ مؤسسة "لرعاية الجرحى وأسر القتلى والجرحى" الذين شاركوا في الاحتجاجات.

وقال يونس في بيان "لا يمكننا أبدًا أن ننسى مساهمات الطلاب والأشخاص الذين ضحوا بأرواحهم والذين أصيبوا بجروح خطيرة أثناء مشاركتهم في الاحتجاجات ضد الديكتاتورية".

وتعهد بأن تفعل حكومته "كل ما هو مطلوب لرعاية الجرحى وأسر المتوفين" في أقرب وقت، ولكن حاليا، لا يعتمد المصابون سوى على أسرهم.

في جناح آخر في المستشفى، كان نذر الإسلام يداعب شعر شقيقه الأصغر رحمة الله سردار شابير، محاولًا مواساته.

وتمكن الأطباء من استخراج رصاصتين من أصل ثلاث اخترقت العين اليسرى للشاب البالغ 26 عامًا في 4 آب/أغسطس، لكنهم فشلوا في إعادة بصره.

وقال شابير الذي يدرس القانون "لا أستطيع رؤية أي شيء بعيني اليسرى"، لكن شابير أكد أنه لا يشعر بأي ندم، ومثله كثر نقلوا الى المستشفى بعد إصابتهم بالرصاص أثناء مشاركتهم في الاحتجاجات.

وقال رافعا علم بنغلاديش فوق سريره "إنها تضحية من أجل بلادي. لقد أسسنا لبنغلاديش جديدة".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية