مخاوف من نقص الخبز في اليمن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
مخاوف من نقص الخبز في اليمن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
تمتد حقول مزروعة بالقمح في شمال غرب اليمن، لكن هذه الكميات غير كافية لإطعام سكان هذا البلد الذي يشهد حربا مدمرة، بينما يتخوف اليمنيون من نقص القمح بسبب نزاع آخر يجري في أوكرانيا.
في محافظة الجوف، يقوم المزارعون بجمع البذور الثمينة تمهيدا لطحنها وشحنها إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ عام 2014، وفق وكالة فرانس برس.
وفيما يتزايد أعداد الأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة، يرى اليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، حربا أخرى تهدّد أمنه الغذائي، إذ تؤمن أوكرانيا نحو ثلث إمداداته من القمح.
وتحذّر المنظمات الإغاثية من أنّ نقص التمويل -وأحد أسبابه غياب ممولين رئيسيين في الخليج الثري- سيؤدي إلى تفاقم عواقب النزاع الذي قتل مئات آلاف وشرّد ملايين السكان ودمّر الاقتصاد وتسبّب بأكبر أزمة إنسانية في العالم.
داخل مخبز في صنعاء، ينكب محمد الجلال والعاملون لديه على إنتاج أرغفة الخبز، ويقول الخباز إن "الدقيق متوفر في السوق، نحن خائفون من انعدامه بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا".
وبحسب الجلال فإنه يتوجب على التجار استيراد كميات كافية من القمح، داعيا "السلطات المحلية إلى دعم المزارعين لزراعة القمح" من أجل تحقيق "الاكتفاء الذاتي".
وتسبّب النزاع على السلطة بين الحكومة والمتمردين المدعومين من إيران منذ بدأ في منتصف 2014، بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، بينما يسيطر تحالف عسكري بقيادة السعودية يقدم الدعم لقوات الحكومة، على الأجواء اليمنية.
ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
يؤكد علي الخالد، مسؤول الإعلام في المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب التابعة للمتمردين الحوثيين لفرانس برس، "بسبب العدوان والحصار وبسبب الأزمة الحاصلة في أوكرانيا، لا سبيل أمامنا إلا التوجه للأمن الغذائي داخل البلد".
وأوضح أنه في مواجهة ذلك، "نسعى إلى التوسع في زراعة الحبوب في اليمن بشكل عام ومنطقة الجوف بشكل خاص".
ودخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ منذ نحو أسبوع.
وأثارت الهدنة الهشة في اليمن الغارق في الحرب تفاؤلا حذرا لدى كثير من السكان، الذين يخشون أن يصابوا بخيبة أمل جديدة.
وتنتج أوكرانيا نحو ثلث إمدادات القمح إلى اليمن، ما يثير خشية من تفاقم الجوع في بلد ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف منذ العام الماضي، وفق الأمم المتحدة، وبات غالبية السكان، بطريقة أو بأخرى، غير قادرين على إعالة أنفسهم.
ويحذر علي الكبوس الذي يعمل في استيراد وبيع القمح من أنه، "إذا استمرت الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فإن سعر القمح سيزيد هنا".
ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية أيضا بسبب الحرب في أوكرانيا، يشير الكبوس إلى أن "هذا العبء سيزيد على المواطنين".
وبلغت أسعار السلع الغذائية العالمية "أعلى المستويات على الإطلاق" في مارس، في وقت عرقل الغزو الروسي لأوكرانيا صادرات القمح والحبوب، حسبما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الجمعة.