الأمم المتحدة: 85% من الأسر اليمنية النازحة غير قادرة على تلبية احتياجاتها اليومية من الغذاء
الأمم المتحدة: 85% من الأسر اليمنية النازحة غير قادرة على تلبية احتياجاتها اليومية من الغذاء
أفاد تحديث أصدرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأن 84% من الأسر - التي شملها استطلاع أجرته المفوضية- هي أسر نازحة تعرض العديد منها لنزوح متكرر وبأن 85% من الأسر ذكرت أنها غير قادرة على تلبية احتياجاتها اليومية من الغذاء.
وقال بيان صحفي صادر عن المفوضية إن الأسر غالبا ما تلجأ إلى تناول وجبات أقل كلفة أو أقل حجما وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وقال ممثل المفوضية في اليمن مارين دين كايدوم شاي إن "أحد الآباء من الحديدة وصف كيف أُجبر على تقنين الطعام واتخاذ قرارات تنفطر لها القلوب لضمان حصول أطفاله على شيء يأكلونه كل يوم". وأضاف المسؤول الأممي أن هذا هو الواقع القاسي بالنسبة لعدد لا يحصى من الأسر في جميع أنحاء اليمن.
وسلط التحديث الضوء على أزمة أخرى قالت المفوضية إنها غالبا ما يتم تجاهلها وهي الوثائق المدنية. وذكرت أن أكثر من 51% من الأسر لديها طفل واحد على الأقل دون شهادة ميلاد، وأن 70% من الأسر لديها أفراد دون بطاقات هوية وطنية.
وقالت المفوضية إن هذه الوثائق ليست مجرد أوراق، بل هي مفاتيح للوصول إلى الخدمات الأساسية والتعليم والحقوق، "وبدونها تواجه هذه الأسر عوائق هائلة في تلقي المساعدات والاستفادة من الفرص".
وبالإضافة إلى انعدام الأمن الغذائي، شدد التحديث على احتياجات الحماية الملحة للمجتمعات النازحة، وذكر أن في كل أسرة تقريبا يوجد فرد واحد على الأقل عرضة للخطر، بمن في ذلك النساء والأطفال والأشخاص ذوو الإعاقة.
واستجابة للاحتياجات المتزايدة تكثف المفوضية برامج المساعدات النقدية التي وصفتها بأنها حجر الزاوية في دعمها للأسر الأضعف. وتشمل هذه البرامج تقديم مساعدات نقدية للوفاء بالاحتياجات الأساسية ومواجهة الأزمات والحصول على بطاقات الهوية وإعادة تأهيل المنازل.
ودعت المفوضية إلى زيادة المساعدات الإنسانية لضمان حصول الأسر على الدعم الذي تحتاج إليه للنجاة وإعادة بناء حياتها.
أزمة سياسية ومعاناة إنسانية
ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 9 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.
ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.
وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.
وبعد أكثر من 9 سنوات من الصراع، ما زال 18.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2024.