أزمة سفر في إسرائيل وفوضى أسعار بعد إلغاء رحلات طيران لشركات أجنبية

أزمة سفر في إسرائيل وفوضى أسعار بعد إلغاء رحلات طيران لشركات أجنبية

 

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بشكاوى الإسرائيليين من تأخر رحلات الطيران بخلاف ارتفاع كبير في أسعار التذاكر المقدمة من شركات محلية احتكرت السفر بعد أن ألغت العديد من الشركات الأجنبية رحلاتها الى إسرائيل في ظل التخوف من الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، وفق صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية في تقريرها باللغة الإنجليزية.

وأدى إلغاء العديد من الشركات الأجنبية لرحلاتها من وإلى إسرائيل إلى احتكار شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث، "العال و و"يسرائير" و"أركيا" لرحلات المسافرين ما خلف شكاوى من تأخر الرحلات وفرض أسعار رحلات مرتفعة التكلفة وتقطع السبل بمئات الآلاف من الإسرائيليين الذين ألغيت رحلاتهم إلى إسرائيل في الخارج في الأيام التي أعقبت السابع من أكتوبر الماضي.

وأوضحت الصحيفة أنه في أعقاب تلك الانتقادات والشكاوى المتكررة من فوضى الأسعار، عقد وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي نير بركات اجتماعًا مع الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران الإسرائيلية، ما أدى إلى إبرام اتفاق مع "العال" بتشغيل رحلات ذهاب وعودة مخفضة إلى 4 وجهات؛ وهي أثينا باليونان ولارنكيا بقبرص وفيينا ودبي، حيث يمكن للمسافرين الوصول إلى وجهات أخرى عالميًا عبر رحلات ربط من هذه المدن وسط الأزمات المستمرة.

وأضافت: واجهت شركات الطيران الإسرائيلية انتقادات حادة من المسافرين بسبب استغلالها وضعها المهيمن في الوقت الراهن، نظرًا لاستمرار عزوف شركات الطيران الدولية عن التحليق في أجواء إسرائيل.

وطرحت صحيفة "جلوبس" -في تقريرها- تساؤلاً حول قدرة شركات الطيران الإسرائيلية على الاستمرار في عملياتها رغم التوترات الجيوسياسية باهظة الثمن، فيما لا يملك الركاب خيارًا آخر سوى دفع أسعار مرتفعة لكنه من الصعب التنبؤ بالعواقب التي ستواجهها هذه الشركات بعد انتهاء حرب غزة عندما يتمكن السياح مرة أخرى من اختيار الناقل الذي يفضلونه.

وعلى سبيل المثال، فوجئ الركاب على متن رحلة على خطوط أركيا الإسرائيلية كانت متجهة من أثينا إلى إسرائيل الاثنين بالتطوع لتبديل رحلتهم بسبب تغيير غير متوقع في الطائرة أدى إلى نقص في المقاعد بمقدار ثمانية.

وأشارت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية إلى أن خطوط "أريكا" لم تكن الوحيدة التي شهدت اضطرابات غير عادية، فوسائل التواصل الاجتماعي تعج بشكاوى حول التأخيرات وعدم الاستجابة الفورية من جميع شركات الطيران الإسرائيلية.

بدوره، قال أستاذ قسم إدارة الفنادق والترفيه في جامعة بن غوريون ينيف بوريا، إنه "من المتوقع أن تشهد شركات الطيران المزيد من المشاكل بسبب الحجز الزائد، وهي طريقة معتمدة لبيع المزيد من التذاكر مقارنة بعدد المقاعد على الطائرة". 

مضيفا أن "هذا ليس تعاملًا غير نزيه بل ظاهرة شائعة وقانونية في الصناعة، هذه هي طريقة الشركات لحماية نفسها من الخسائر".

وأشار بوريا إلى أزمة الطائرات المستأجرة، موضحا أن الشركات الإسرائيلية تقوم بتأجير قصير الأجل للطائرات التي تشمل أيضًا الطواقم الأجنبية، وقد يتم إلغاء الرحلة لأن الطيارين وأطقم الطائرات يخافون من القدوم إلى إسرائيل".

وتواجه شركات الطيران الإسرائيلية بما في ذلك العال ويسرائير وأركيا تحديات متفاوتة في ظل الوضع الراهن، فأسطول شركة العال يتكون من 49 طائرة تضم 3 طائرات مستأجرة فقط وهو عدد ضئيل لا يؤثر بشكل كبير على عملياتها الجوية.

على الجانب الآخر، تمتلك شركة يسرائير أسطولاً من تسع طائرات، من بينها أربع طائرات مستأجرة، بينما تمتلك أركيا أصغر أسطول بين الشركات الثلاث، يتألف من سبع طائرات، منها اثنتان مستأجرتان.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن سياسة الأسعار الموحدة التي اعتمدتها شركة العال أثارت تساؤلات، خاصة في الوجهات ذات المنافسة العالية مثل لارناكا وأثينا حيث تتسابق أكثر من 5 شركات طيران على تقديم الرحلات إلى هاتين الوجهتين، ويبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز حصة العال في السوق بتخفيض أسعار تذاكرها بشكل جذري في هذه الوجهات المتنافسة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أركيا الإسرائيلية أوز برلوفيتش إن "ارتفاع أسعار التذاكر في الأسبوع الأخير من أغسطس ليس أمراً غير متوقع، حيث تعكس الأسعار قوانين العرض والطلب"، مضيفا أن "أسعار المقاعد الأخيرة ترتفع بشكل ملحوظ مقارنة بتذاكر الرحلات التي تحتوي على عدد أكبر من المقاعد المتاحة".

وأضاف برلوفيتش أن الأسعار المرتفعة للرحلات إلى وجهات مثل أثينا ولارناكا تعكس أيضًا تكلفة الطيران الفارغ من إسرائيل، حيث تضطر الشركات لتحمل تكاليف إضافية بسبب الرحلات التي تغادر بدون ركاب.

وكانت شركات "يونايتد إيرلاينز وأمريكان إيرلاينز " الأمريكية وشركة "إير إنديا" الهندية وإير كندا الكندية وشركة "فولينج" الإسبانية و"كوريا إير" الكورية الجنوبية قد قررت جميعا إلغاء رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى نهاية أكتوبر المقبل؛ في حين أوقفت شركات "إيزي جيت" البريطانية والخطوط الجوية التركية وشركة كاثي باسيفيك في هونج كونج كل رحلاتها حتى مارس 2025.

وبسبب تزايد المخاطر الأمنية واستمرار الحرب في غزة، خفضت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" تصنيف إسرائيل الائتماني إلى "A" من "A-plus" في وقت سابق من الأسبوع الجاري. 

وأبقت "فيتش" النظرة المستقبلية السلبية في بيانها؛ ما يعني أن هناك احتمالًا لمزيد من الخفض في التصنيف الائتماني وسط الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي وتسبب في أزمة إنسانية هائلة بقطاع غزة.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية