هيئة الأرصاد: أغسطس من أكثر الشهور سخونة في سويسرا منذ عام 1864
هيئة الأرصاد: أغسطس من أكثر الشهور سخونة في سويسرا منذ عام 1864
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية السويسرية بأن البلاد شهدت هذا العام ثاني أكثر شهر أغسطس سخونة منذ بدء قياس درجات الحرارة في سويسرا عام 1864.
وأوضح "راديو لاك" السويسري، أن الرقم القياسي لشهر أغسطس الأكثر سخونة لا يزال مسجلاً في عام 2003، عندما تسبب الصيف الحارق في ارتفاع متوسط درجات الحرارة إلى 17.9 درجة على المستوى الوطني.
ومقارنة بشهر أغسطس في السنوات الماضية، فإن درجات الحرارة هذا العام أعلى بمقدار 2.7 درجة عن المعدل الطبيعي خلال الفترة من 1991 إلى 2020، حسب ما ذكرت الهيئة السويسرية.
وعلى الرغم من أن سوء الأحوال الجوية المصحوب بأمطار غزيرة تسبب في أضرار جسيمة، خاصة في منطقة بيرنيز أوبرلاند، فإن سويسرا سجلت هطول أمطار أقل من المتوسط في أغسطس وحتى إن الأمطار كانت ضعيفة جدا في بعض الأماكن. ففي كانتون تيتشينو وجراوبوندن، على سبيل المثال، تساقطت الأمطار في شهر أغسطس بمقدار نصف المعدل الطبيعي خلال الفترة من 1991 إلى 2020.
وبشكل عام، كان الصيف حارا وبلغ متوسط درجات الحرارة خلال فصل الصيف بأكمله 15.4 درجة، أي 1.6 درجة فوق المعدل الطبيعي للفترة من 1991 إلى 2020. وبذلك يُصنف من بين فصول الصيف الستة الأكثر حرارة منذ بدء قياس درجات الحرارة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".