أربعة قتلى في الفلبين جراء عاصفة استوائية وانهيارات أرضية
أربعة قتلى في الفلبين جراء عاصفة استوائية وانهيارات أرضية
أدت عاصفة استوائية إلى هطول أمطار غزيرة في الفلبين لليوم الثاني على التوالي، وهو ما تسبب بفيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة أربعة أشخاص على الأقل منهم طفلة رضيعة.
وكانت ناغا من أكثر المدن تأثرا بالعاصفة ياغي التي ضربت سواحلها ليل الأحد، ما أدى لمقتل شخصين بينهما طفلة عمرها تسعة أشهر قضت غرقا جراء ارتفاع منسوب مياه الفيضانات.
وأفاد مسؤولون في ناغا التي يقطنها نحو 210 آلاف شخص، بأن المياه لم تنحسر بعد بسبب ارتفاع المد الاثنين، وأن أكثر من 300 شخص لا يزالون في مخيمات الإجلاء.
وتسبب انهياران أرضيان بمقتل شخصين وإلحاق أضرار بخمسة منازل في مدينة سيبو (وسط)، بحسب ما أفاد مكتب إدارة الكوارث المحلي وفقا لوكالة فرانس برس.
وأفادت دائرة الأرصاد الجوية بأن العاصفة ياغي ضربت صباح الاثنين سواحل جزيرة لوزون، مع رياح بسرعة 75 كيلومترا في الساعة. ومن المتوقع أن تضرب العاصفة مقاطعة إيزابيلا في وقت لاحق اليوم، على أن يؤثر مسارها على أربع بلدات ونحو 33 ألف شخص.
وأصدر مسؤولون محليون تعليمات بالتحضير لعمليات إجلاء محتملة للسكان.
وفي مانيلا، أقفلت المدارس والمؤسسات الحكومية أبوابها الاثنين بشكل وقائي، مع تعليق خدمات العبّارات في المناطق المتأثرة بالعاصفة. كما ألغيت 29 رحلة جوية بسبب الظروف المناخية.
وتضرب نحو 20 عاصفة كبيرة وإعصار الفلبين والمياه المحيطة بها خلال العام، وتلحق أضرارا بالمنازل والبنى التحتية، وتؤدي إلى مقتل العشرات.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.