بعد الجفاف الشديد في النيجر.. مقتل 273 شخصاً ونزوح 700 ألف بسبب الفيضانات
بعد الجفاف الشديد في النيجر.. مقتل 273 شخصاً ونزوح 700 ألف بسبب الفيضانات
لقي ما لا يقل عن 273 شخصاً حتفهم ونزح أكثر من 700 ألف شخص في النيجر بعد أن غمرت مياه الأمطار القياسية مدينة أغاديز، وهي مدينة تقع في قطاع النيجر من الصحراء الكبرى، والمعروفة بأنها واحدة من أكثر الأماكن حرارة وجفافاً في إفريقيا.
ووقعت معظم الوفيات بسبب انهيار المنازل، المصنوعة من كتل الطين غير المخبوزة وغير المصممة لتحمل الأمطار الغزيرة، بعد التعرض المطول للرطوبة منذ مايو، بحسب ما أوردته بوابة ماليجيت الإخبارية النيجرية.
وكانت المناطق الأكثر تضرراً؛ تاهوا ومرادي، وأثرت الفيضانات على 201 من أصل 266 مجتمعًا محليًا في النيجر، مما أدى إلى تدمير أكثر من 73 ألف منزل.
وتحث السلطات في النيجر الناس على إخلاء المناطق المعرضة للفيضانات، وتقدم المساعدات الإنسانية وفرق الإنقاذ للمناطق المتضررة.
كما تعمل السلطات مع المنظمات الدولية لتوفير الغذاء والسلع الأساسية، وتقديم المساعدة الطبية، وإنشاء خدمات الصرف الصحي للمحتاجين.
ووفقاً لخبراء الأرصاد الجوية، هطلت الأمطار خلال الأسبوعين الماضيين في العديد من البلدان في غرب ووسط إفريقيا: غينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار وليبيريا ومالي والنيجر ونيجيريا وتوجو.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".