ضغوط غربية على عدة دول بشأن مكافحة التغيرات المناخية

ضغوط غربية على عدة دول بشأن مكافحة التغيرات المناخية

مع اقتراب قمة المناخ COP29 المقرر انعقادها في باكو عاصمة أذربيجان في شهر نوفمبر المقبل، يحاول الغرب إلزام أكبر اقتصادات العالم وعدد من الاقتصادات الأخرى، بتمويل جهود مكافحة التغير المناخي.

أكد ذلك السفير المتجول والمبعوث الخاص للخارجية الروسية بشأن قضايا المناخ، سيرغي كونونوتشينكو، في تصريحات صحفية على هامش فعاليات منتدى الشرق الاقتصادي، بحسب ما ذكرت وكالة "نوفوستي".

وقال المبعوث الروسي، إن الرئاسة الهنغارية للاتحاد الأوروبي وزعت في أغسطس وثيقة أعدتها مجموعة عمل للاتحاد، تنص على أن الالتزامات بتخصيص الأموال لمكافحة تغير المناخ يجب أن تتحملها ليس فقط البلدان المتقدمة، ولكن أيضا "كبار مسببي الانبعاثات"، إضافة إلى "الاقتصادات سريعة النمو"، وهما مصطلحان يمكن تطبيق أي منهما على روسيا.

وأضاف السفير كونونوتشينكو: "قيل بالفعل إن المشاركة في الجهود العالمية بشأن هذه القضية أصبحت بمثابة واجب على جميع البلدان، وهذا يعني أننا نشهد محاولة لتقديم تفسير (اعتباطي) واستبدال الجهود العالمية للدول المتقدمة بشأن تمويل (مكافحة التغير المناخي) بالجهود العالمية لمجموعة أوسع بكثير من المشاركين، بما فيهم روسيا".

وتضم اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 198 طرفا، بينها 197 دولة والاتحاد الأوروبي، ورئيس مؤتمر COP29 هو مختار باباييف وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان، حيث يعقد المؤتمر هذا العام.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية