الاحتياج يصل لأكثر من 55 ألف منزل.. ألف أسرة مغربية تنهي بناء بيوتها منذ الزلزال
الاحتياج يصل لأكثر من 55 ألف منزل.. ألف أسرة مغربية تنهي بناء بيوتها منذ الزلزال
كشفت تقارير صحفية أن قرابة ألف أسرة مغربية انتهت من بناء مساكنها التي دمرها زلزال عنيف تحل الأحد ذكراه السنوية الأولى في المغرب، وسط انتقادات لبطء عمليات الإعمار رغم الترخيص بإعادة بناء أكثر من 55 ألف بيت.
بحسب آخر حصيلة لعمليات إعادة الإعمار تمت الإشادة بنجاح قرابة ألف أسرة في إنهاء أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، وفق بيان لرئاسة الوزراء هذا الأسبوع بحسب فرانس برس.
جاء ذلك على الرغم من "إصدار 55142 ترخيصا لإعادة البناء، بجانب ما قدمته ورش بناء وتأهيل المنازل المتضررة بشأن 49632 مسكنا".
ويرتبط التقدم في إعادة البناء بتلقي الدعم الذي يصرف على أربع دفعات، ويراوح بين 80 ألفا و140 ألف درهم حسب درجة تضرر البناية (بين 8 آلاف و14 ألف دولار)، لكن أيضا بالحصول على التراخيص اللازمة للبناء والتصاميم الهندسية، ولم تحصل سوى 939 أسرة على الشطر الأخير من هذا الدعم، في مقابل حوالي 58 ألفا حصلوا على الشطر الأول منه، وفق الأرقام الرسمية.
وأكدت الحكومة المغربية "ضرورة حث باقي الأسر المتضررة على تسريع أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، حتى يتسنى لها الاستفادة من باقي دفعات الدعم"، إلا أن نشطاء انتقدوا الحكومة على "فشلها الذريع" في تدبير إعادة الإعمار، على ما أفاد منسق تنسيقية منكوبي الزلزال في بلدة أمزميز في إقليم الحوز الأكثر تضررا بالزلزال في ضواحي مراكش محمد بلحسن.
وأوضح أن هناك تأخرا كبيرا في عمليات إعادة الإعمار بحسب الأرقام الحكومية نفسها، ما يزال عدد كبير من الناجين تحت الخيام بعد عام، منوها أنه كان أولى تكليف الشركات العقارية العمومية بإعادة البناء، وإعفاء المتضررين من بيروقراطية تزيدهم هما على هم.
في إقليم تارودانت، على الجانب الغربي لجبال الأطلس الكبير، "لم يتغير الشيء الكثير، إعادة الإعمار تسير ببطء شديد"، وفق الناشطة سهام أزروال التي أسست مبادرة "موروكان دوار" لدعم المنكوبين.
وتابعت قائلة "يجد السكان أنفسهم تائهين ومنهكين وسط دوامة" من الإجراءات الإدارية الضرورية قبل الشروع في إعادة البناء.
وتظاهر سكان قرية تلات نيعقوب القريبة من بؤرة الزلزال في نهاية أغسطس، للمطالبة خصوصا "بتسريع صرف الدعم لإعادة البناء وتوفير بدائل للأراضي المصنفة (مناطق حمراء) لم تعد صالحة للبناء"، وفق مصدر محلي.
في الموازاة، صرف دعم شهري بنحو 230 دولارا للأسرة على مدى عام استفادت منه أكثر من 63800 أسرة، فضلا عن مساعدات مالية لمزارعين وحرفيين ولدور إيواء سياحية، وتأهيل 42 مركزا صحيا و111 مدرسة، وفق السلطات.
جدير بالذكر أن الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة في نواحي مراكش في وسط البلاد ليل 8 سبتمبر الماضي، تسبب في مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص وألحق أضرارا في حوالي 60 ألف بناية، وبلغت شدته 7 درجات ما يجعله الأقوى في تاريخ المملكة.
وغداة الكارثة التي خلفت صدمة وتضامنا واسعين في المغرب وخارجه، تم الإعلان عن برنامج طموح لإعادة الإعمار تناهز قيمته 120 مليار درهم (حوالي 11,7 مليار دولار) على خمسة أعوام، من بينها 8 مليارات درهم (740 مليون دولار تقريبا) لدعم الأسر المنكوبة على إعادة بناء البيوت المهدمة كليا أو جزئيا، على أن تصرف الأموال على دفعات.