نتيجة لتراكم المياه.. خبراء مغاربة يحذرون من انتشار الأمراض المعدية

نتيجة لتراكم المياه.. خبراء مغاربة يحذرون من انتشار الأمراض المعدية

أثارت الفيضانات التي ضربت الجنوب الشرقي لدولة المغرب مخاوف صحية بسبب انتشار الأمراض المعدية، خصوصاً في المناطق القروية التي ضربتها الأمطار الغزيرة.

وحذر خبراء الصحة من أن المستنقعات والبرك المائية المتبقية من الفيضانات توفر بيئة مثالية لتكاثر نواقل الأمراض مثل ذبابة الرمل التي تنقل الليشمانيا، وفق موقع "هيسبريس" المغربي.

وأشار الأخصائي في الأمراض المعدية، جعفر هيكل، إلى أن الفيضانات في تلك المناطق تشكل تهديدًا صحيًا نتيجة لتراكم المياه الراكدة، مؤكداً أن الجهود السابقة للقضاء على هذه النواقل لم تكن كافية، ومع ذلك، طمأن هيكل أن وزارة الصحة تتخذ إجراءات استباقية من خلال حملات ميدانية لتعقيم المستنقعات والمناطق المتضررة.

بدوره، أوضح الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات الصحية، أن خطر انتشار الأمراض بسبب الفيضانات يظل ضئيلاً لأسباب متعددة، منها جفاف المستنقعات بسرعة، وعدم حدوث هجرات جماعية، وقلّة الأضرار في المنازل، مما يقلل من احتمالية الاختلاط المسبب لانتشار الأمراض.

وشدد حمضي على ضرورة اليقظة واتخاذ تدابير وقائية لضمان عدم تفشي الأمراض، بما في ذلك توفير وسائل النظافة وتعقيم المناطق المتضررة.

وأشار الخبراء إلى أهمية دور السكان في تجنب المناطق التي يكثر فيها البعوض والذباب، واتّباع الإرشادات الصحية المقدمة من المراكز الطبية المحلية. 

كما دعت وزارة الصحة إلى استمرار حملات التلقيح للأطفال في المناطق المتضررة، وإرسال قوافل طبية للمناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الصحية.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية أن الفيضانات أدت إلى وفاة 18 شخصاً، وفقدان أربعة آخرين في إقليم طاطا، كما شهدت أقاليم أخرى مثل الراشيدية، تزنيت، وتنغير حالات وفيات، من بينهم أجانب.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية