مع تزايد الهجمات.. تصاعد العنف في سوريا يثير مخاوف من اندلاع موجة جديدة من الحرب

مع تزايد الهجمات.. تصاعد العنف في سوريا يثير مخاوف من اندلاع موجة جديدة من الحرب

 

حذّر تقرير جديد صادر عن لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا، الثلاثاء، من أن تزايد العنف على طول خطوط المواجهة في سوريا، مع استمرار جرائم الحرب من جميع الأطراف، يترك المدنيين في المنطقة خائفين من "حرب واسعة النطاق".

وبعد أكثر من عقد من القتال العنيف، قال رئيس المفوضية باولو بينيرو إن الديناميكيات القاتلة تتسبب في موجات جديدة من الأعمال العدائية.

وقال إن “القتال المباشر الأخير في شمال شرق سوريا حول دير الزور بين قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد من جهة والقبائل العربية والقوات الحكومية والميليشيات المدعومة من إيران من جهة أخرى، يثير المظالم المتجذرة بعمق بين السكان في هذا الجزء من شمال شرق سوريا”.

ويربط التقرير بين التوترات الإقليمية المتزايدة الناجمة عن حرب غزة والهجمات الإسرائيلية المتزايدة ضد المسؤولين الإيرانيين والقوات المدعومة من إيران في جميع أنحاء سوريا، والتي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في صفوف المدنيين.

وتقول لجنة سوريا إنها تحقق في هذه الهجمات، مشيرة إلى أن الجماعات التابعة لإيران استهدفت أيضًا قواعد أمريكية في شرق سوريا أكثر من 100 مرة، ما دفع الولايات المتحدة إلى شن هجمات مضادة.

وذكرت تقارير إخبارية أن غارة إسرائيلية مزعومة على منشأة يزعم الغرب أنها تنتج أسلحة كيميائية يوم الأحد أسفرت عن مقتل 18 شخصا على الأقل.

الذخائر العنقودية

واستناداً إلى تحقيقات أجرتها اللجنة، فإن العنف المتزايد في شمال غرب سوريا، بما في ذلك استخدام قوات الحكومة السورية للذخائر العنقودية في المناطق المكتظة بالسكان في إدلب، أدى إلى مقتل أو إصابة أكثر من 150 مدنياً، نصفهم من النساء والأطفال. 

وذكر التقرير أن هذه الهجمات، إلى جانب الغارات الجوية الروسية التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، قد ترقى إلى جرائم حرب.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وبعد مرور ثلاثة عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية