وفاة 4 أشخاص.. الإعصار ياغي يضرب شمال تايلاند

وفاة 4 أشخاص.. الإعصار ياغي يضرب شمال تايلاند

اجتاحت فيضانات وانزلاقات التربة الناجمة عن إعصار ياغي شمال تايلاند، مما أدى إلى وفاة أربعة أشخاص وغمر آلاف المنازل بالمياه، وفي أول تحرك تجاه هذه الكارثة الطبيعية، أعلنت الحكومة التايلاندية عن تعبئة القوات المسلحة لمساعدة العائلات المتضررة. 

وأوضح رئيس الحكومة، باتونغتارن شيناواترا، أن هناك حوالي تسعة آلاف أسرة تأثرت بشدة في مقاطعتي شيانغ ماي وشيانغ راي، وهما من أكثر المناطق تضررًا في البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

تأتي هذه المساعدة الطارئة بعد تأكيد هيئة الوقاية من الكوارث وفاة أربعة أشخاص نتيجة الإعصار. قُتل اثنان منهم جراء انزلاق التربة في مقاطعة شيانغ ماي، في حين كانت الحصيلة الأخرى في شيانغ راي، وهي منطقة تقع على الحدود مع بورما. 

وتعكس هذه الانهيارات الأرضية الطبيعة العنيفة للإعصار وتأثيره المدمر على التضاريس الجبلية في شمال تايلاند.

وفي خطوة لتعزيز جهود الإغاثة، أفادت وزارة الصحة التايلاندية بنشر فرق طبية ومتطوعين، إضافة إلى عناصر إنقاذ، بهدف تقديم الرعاية للمسنين ونقلهم إلى أماكن أكثر أمانًا. 

يأتي ذلك وسط تحذيرات من هيئة الأرصاد الجوية التايلاندية من استمرار الأمطار الغزيرة حتى الأسبوع القادم، ما يزيد من مخاطر حدوث فيضانات مفاجئة قد تؤدي إلى أضرار أكبر.

وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية بيانًا يحذر المواطنين بين 13 و17 سبتمبر من إمكانية هطول أمطار غزيرة للغاية. 

ويرتبط هذا الطقس الشديد بالتغير المناخي، الذي أصبح مسؤولًا عن تقلبات جوية غير مسبوقة وزيادة احتمالات حدوث كوارث طبيعية مدمرة. 

ورغم أن تايلاند تشهد موسم الأمطار الموسمية بانتظام، فإن تأثيرات التغير المناخي تزيد من حدة وخطورة هذه الظواهر.

يذكر أن هذه الكارثة الطبيعية ليست الأولى من نوعها هذا العام، حيث أعلنت غرفة عمليات الطوارئ في تايلاند عن وفاة 29 شخصًا منذ بداية موسم الأمطار، ما يسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه البلاد في التعامل مع الكوارث المرتبطة بالمناخ.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية