"سباق الرئاسة".. القضايا الحقوقية تتصدر قائمة الملفات الخلافية في مناظرة هاريس وترامب

"سباق الرئاسة".. القضايا الحقوقية تتصدر قائمة الملفات الخلافية في مناظرة هاريس وترامب

في أول مناظرة رئاسية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونائبة الرئيس الديمقراطية كمالا هاريس، احتدم النقاش حول عدد من القضايا والملفات المهمة، خاصة في ما يتعلق بالحقوق والحريات في الولايات المتحدة. 

كانت هذه المناظرة فرصة لكلا المرشحين لإبراز مواقفهما، لكن التركيز الأكبر كان على القضايا الحقوقية التي تمثل محاور رئيسية في السباق الرئاسي، وفق قناة "الحرة" الأمريكية.

وكشفت هذه المناظرة التوترات العميقة حول قضايا الحقوق والحريات في الولايات المتحدة، حيث كان تركيز هاريس على قضايا العدالة الاجتماعية، وحقوق المرأة، وحرية التعبير محاولة لاستقطاب الناخبين الذين يسعون إلى تغييرات حقيقية في هذه الملفات، في حين حاول ترامب التركيز على استقرار البلاد، لكنه وُوجه بانتقادات حادة لسياساته التي وصفت بأنها تراجع عن العديد من المكتسبات الحقوقية.

ونستعرض في السطور التالية أبرز القضايا الحقوقية التي نوقشت خلال المناظرة التي جرت الليلة الماضية.

قضية الإجهاض

واحدة من القضايا المركزية في المناظرة كانت مسألة حقوق المرأة والإجهاض، حيث وجهت هاريس انتقادات لاذعة لترامب على دعمه لإلغاء الحق الفيدرالي في الإجهاض، المعروف بقضية "رو ضد وايد". 

وأشارت هاريس إلى أن سياساته مهينة للنساء، وأن تعيينه لثلاثة قضاة في المحكمة العليا ساهم في إلغاء هذا الحق الذي كان يحمي حرية النساء في اتخاذ القرار بشأن أجسادهن. 

وشددت هاريس على أهمية الحفاظ على حقوق المرأة في اتخاذ قراراتها بشكل مستقل دون تدخل حكومي، مؤكدة أن هذه القوانين تضر بحريات النساء وتعيدهن إلى الوراء.

حقوق المهاجرين والأقليات

كان ملف الهجرة وحقوق الأقليات موضوعًا آخر للنقاش، حيث انتقد ترامب سياسات الهجرة الخاصة بالديمقراطيين، زاعماً أنها أسهمت في زيادة معدلات الجريمة. 

بدورها، ركزت هاريس، على الدفاع عن حقوق المهاجرين واللاجئين، مشيرة إلى أن سياسة ترامب تجاه الهجرة غير إنسانية وتستهدف الفئات الأضعف. 

وأكدت المرشحة الديمقراطية أن الولايات المتحدة يجب أن تظل ملاذًا للباحثين عن الحماية، مع الحفاظ على سياسات هجرة عادلة وإنسانية.

وشددت هاريس على أن "الولايات المتحدة بُنيت على أكتاف المهاجرين، وأن عليها أن تظل وجهة للأشخاص الباحثين عن الحرية والفرص".

العدالة الاجتماعية ومكافحة العنصرية

انتقل النقاش أيضًا إلى قضايا العرق والعدالة الاجتماعية، حيث أكدت هاريس، التي كانت مدعية عامة سابقة، ضرورة تحقيق العدالة في المجتمع الأمريكي، مشيرة إلى أهمية معالجة التمييز العنصري المنهجي. 

وانتقدت تقاعس ترامب عن التعامل مع هذه القضايا، لا سيما في ضوء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد بعد مقتل جورج فلويد. 

وشددت هاريس على الحاجة إلى إصلاح نظام الشرطة والقضاء، قائلة إن "الأمريكيين من أصول إفريقية والأقليات الأخرى لا يزالون يواجهون تمييزًا واسع النطاق".

الحق في الرعاية الصحية

في ما يتعلق بحقوق الرعاية الصحية، أشارت هاريس إلى أن إدارة ترامب قامت بتقويض "أوباما كير"، البرنامج الذي ساعد ملايين الأمريكيين على الحصول على تأمين صحي. 

وأكدت أن الرعاية الصحية يجب أن تكون حقًا أساسيًا لكل مواطن أمريكي، وأن سياسات الجمهوريين تهدد بحرمان ملايين من هذه الحقوق الأساسية.

حرية التعبير وحقوق التظاهر

خلال المناظرة، تحدث المرشحان أيضًا عن الحق في التظاهر وحرية التعبير، حيث أكدت هاريس أن حق المواطنين في التظاهر السلمي يجب أن يُحترم، بينما حاول ترامب تصوير التظاهرات الأخيرة ضد العنصرية بأنها عنف وتخريب. 

ودافعت هاريس عن المتظاهرين، قائلة إنهم يعبرون عن مظالمهم المشروعة ضد سياسات غير عادلة.

السياسة الخارجية وحقوق الإنسان

في ما يخص القضايا الدولية، انتقدت كمالا هاريس تعامل ترامب مع روسيا، قائلة إنه يتجاهل الانتهاكات التي ترتكبها موسكو ضد حقوق الإنسان. 

وأكدت هاريس أن دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا يمثل التزامًا بالوقوف إلى جانب الدول التي تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فيما قال ترامب إن إنهاء الحرب الدائرة هو الأفضل للولايات المتحدة.

وتطرقت هاريس إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أعربت عن دعمها لحل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

من جانبه، كرر دونالد ترامب تأكيده أن الصراعات لا يمكن أن تحدث في ظل ولايته، متهما هاريس والديمقراطيين بأنهم يكرهون إسرائيل.

حرية الصحافة والمساءلة القانونية

في ما يتعلق بحرية الصحافة، جددت هاريس التزامها بحماية الإعلام الحر والنزيه، مشيرة إلى أن الهجمات المتكررة التي شنها ترامب على وسائل الإعلام تهدد الديمقراطية وتضعف مبدأ الشفافية والمساءلة. 

وأضافت أن الصحافة الحرة هي ركيزة أساسية لضمان أن تظل الحكومة تحت رقابة فعالة، وأنها ستعمل على حماية الصحفيين من أي تهديدات قد تواجههم أثناء تأدية عملهم.

 


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية