تحصين 82 ألف .. سكان غزة يقبلون على التطعيم ضد شلل الأطفال

تحصين 82 ألف .. سكان غزة يقبلون على التطعيم ضد شلل الأطفال

 

في شوارع غزة، حيث تعكس كل زاوية منها آثار الدمار والألم والمعاناة في ظل العديد من الصعوبات، يخرج العديد من الأهالي رغم كل التحديات في سعيهم لحماية فلذات أكبادهم من خطر شلل الأطفال.

 فمع بدء اليوم الثاني لحملة التطعيم ضد هذا المرض، تلقت منظمة الصحة العالمية أخبارًا مشجعة عن تطعيم أكثر من 81,600 طفل تحت سن العاشرة في شمال القطاع.

وتشير التقديرات إلى أن الحملة التي تجوب أنحاء القطاع نجحت حتى الآن في تحصين ما يقارب 528 ألف طفل، بمشاركة أكثر من 230 فريقًا يعملون بلا كلل لضمان حماية جميع الأطفال في الجولة الأولى من التطعيم. 

ومن المقرر أن تنطلق الجولة الثانية في غضون أربعة أسابيع، بهدف الوصول إلى 640 ألف طفل آخرين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

في قلب هذه الحملة، يبرز مشهد إنساني مؤثر؛ السيدة إسلام صالح، من سكان مخيم الشاطئ شمال غزة، تحمل ابنها حامد وهي تتوجه إلى مركز التطعيم، لم يكن الطريق سهلاً، فالدمار الذي خلفته الحرب المستمرة منذ أشهر طويلة حاضر في كل خطوة… ومع ذلك، كان الأمل في حماية أطفالها دافعًا لا يقاوم.

وعندما وصلت السيدة إسلام إلى مدرسة الأونروا حيث يُقدم اللقاح، لم تتردد في إعطاء ابنها حامد جرعته، بعيون مليئة بالقلق والأمل، قالت: "نريد أن نحمي أبناءنا.. الوقاية خير من العلاج.. شعرت بالطمأنينة بعد أن أكدوا لنا أن اللقاح آمن وفعال.. شلل الأطفال ليس له علاج، ولذلك نحن بحاجة لتحصينهم".

على مقربة منها، كانت السيدة أم سمير تحمل نفس الأمل، قائلة: "وصلتنا رسائل من وزارة الصحة تحثنا على تطعيم أطفالنا... في ظل هذه الظروف الصعبة والحرب المستمرة، علينا أن نحميهم من هذا المرض الذي يهدد حياتهم".

الدكتور محسن الجرجاوي، الذي يرأس إحدى نقاط التطعيم، أكد أهمية الحملة، مشيرًا إلى أن سوء التغذية والحصار والحرب وغياب النظافة هي الأسباب الرئيسية لتفشي الأمراض. 

وقال: "نحن هنا لنضمن أن كل طفل في هذه الفئة العمرية يحصل على التحصين. لا نريد أن يعاني أطفالنا من هذا المرض الذي يمكن أن يكون عبئًا على الأسر والمجتمع بأكمله".

إنه مشهد إنساني من غزة، حيث يحارب الأهالي الأمل بالخوف، يسعون لحماية أطفالهم وسط صعوبات الحرب والحصار.

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 94 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان القطاع جراء الحرب. 

وتتجاهل تل أبيب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنهاء الحرب فوراً وأمر محكمة العدل الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة رغم خسائرها الكبيرة في الحرب ماديا وبشريا.

 

 

 

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية