«لتحقيق استقلالية ذاتية».. روسيا تدعو إلى تطوير الذكاء الاصطناعي

«لتحقيق استقلالية ذاتية».. روسيا تدعو إلى تطوير الذكاء الاصطناعي
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا

دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى تعزيز الجهود في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق استقلالية ذاتية في هذا المجال، وذلك في إطار مساعي روسيا لمواجهة "القيم" الغربية التي تعتقد أنها تؤثر سلبًا على الثقافة والتقاليد المحلية.

جاءت تصريحات زاخاروفا خلال كلمة ألقتها في جلسة بعنوان "المرأة في مجال التكنولوجيا.. تطوير الذكاء الاصطناعي"، التي أقيمت ضمن فعاليات منتدى المرأة الأوراسي الرابع في مدينة بطرسبورغ، وفق وكالة "تاس" الروسية. 

وأكدت زاخاروفا أن تطوير تكنولوجيا المعلومات بشكل يتماشى مع القيم الثقافية والأخلاقية الخاصة بكل مجتمع هو أمر في غاية الأهمية. 

وأضافت أن استخدام "حلول تكنولوجيا المعلومات ذات الطابع الأيديولوجي" يمكن أن يؤثر بشكل كبير على توجهات المجتمع، ما يستدعي الحاجة إلى تطوير نماذج للذكاء الاصطناعي تتوافق مع السياق الثقافي والتاريخي والأخلاقي الخاص بالدول.

مواجهة التأثيرات الغربية

زاخاروفا شددت على أن تعزيز استقلالية الذكاء الاصطناعي يشمل عدم السماح بتأثير القيم الغربية على هذا المجال، مشيرة إلى أهمية "تهيئة الظروف" لاستخدام هذه التكنولوجيا بشكل يعزز الهوية والتقاليد التي تميز كل دولة. 

وأوضحت أن التقنيات الجديدة التي تعتمد على قيم معينة يمكن أن تؤدي إلى "تفكيك" المجتمعات وإحداث تغييرات جذرية في هويتها، وهو ما اعتبرته تهديدًا للمجتمعات التي تعتز بتقاليدها وتاريخها.

انتقادات للأيديولوجيات الغربية

وانتقدت زاخاروفا الجماليات والتوجهات الثقافية الغربية التي تؤدي إلى تقسيم الهوية الثقافية إلى مجموعة من الهويات المصطنعة، مشيرة إلى أن هذا التفكيك يعكس تدميرًا عميقًا لمجتمعات بأكملها. 

واعتبرت زاخاروفا أن هذه العمليات تؤدي إلى تفكك المجتمعات وإضعاف تماسكها، وهو ما تراه تهديدًا للقيم الاجتماعية والأخلاقية التي تميز الدول.

تطوير الذكاء الاصطناعي المحلي

في هذا السياق، دعت زاخاروفا إلى تطوير نماذج خاصة بالذكاء الاصطناعي تتماشى مع التقاليد الثقافية والأخلاقية لكل مجتمع، وضرورة ضمان عدم تأثر هذه النماذج بالقيم الخارجية التي قد تؤدي إلى تقويض الهوية الثقافية للمجتمعات. 

وأشارت إلى أن الاستقلالية في هذا المجال ستساعد الدول على الحفاظ على تقاليدها وأسلوب حياتها التاريخي، وهو أمر ضروري لمواجهة التحديات المرتبطة بالتحولات الثقافية والتكنولوجية التي تطرأ على العالم اليوم.

تغيرات تكنولوجية

تأتي تصريحات زاخاروفا في وقت يشهد فيه العالم تغيرات كبيرة في مجال التكنولوجيا، خاصة مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتزايد على جميع جوانب الحياة. 

ويعكس تأكيدها على ضرورة الاستقلال الثقافي في مجال التكنولوجيا توجهاً نحو تعزيز السيادة الثقافية والتقنية، وتأكيدًا على أهمية حماية القيم المحلية من التأثيرات الخارجية.

كما تسلط الضوء على الصراع الأيديولوجي بين الشرق والغرب حول كيفية تأثير التكنولوجيا على المجتمعات والهوية الثقافية؛ ما يعكس التوترات المتزايدة في هذا المجال على الصعيد العالمي.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية