بسبب تغير المناخ.. تقرير: 40% من غابات الأمازون غير محمية
بسبب تغير المناخ.. تقرير: 40% من غابات الأمازون غير محمية
تواجه غابات الأمازون المطيرة تهديدات كبيرة جراء تغير المناخ، على الرغم من دورها الحيوي في حماية الأرض من الغازات الدفيئة التي تسهم في الاحتباس الحراري.
ورغم مقاومتها التاريخية للتغيرات المناخية على مدى 65 مليون سنة، يُعرب العلماء عن قلقهم من أن النظام البيئي للأمازون قد يقترب من نقطة تحول تؤدي إلى انهيار واسع.
حاليًا، تتعرض المنطقة لضغوط غير مسبوقة تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف الحاد، وإزالة الغابات، والحرائق المتزايدة.
أهمية حماية غابات الأمازون
يؤكد الخبراء ضرورة حماية غابات الأمازون المطيرة في مواجهة الاحتباس الحراري العالمي. ومع ذلك، كشفت بيانات جديدة، نشرتها وكالة رويترز، أن مناطق واسعة من هذه الغابات، التي تعتبر أساسية لمناخ الأرض، لا تزال تفتقر إلى الحماية.
وفقًا لتحليل أجرته مؤسسة "أمازون كونزرفيشن" المعنية بحماية الغابات، فإن ما يقرب من 40% من المناطق ذات الأهمية الكبرى في الأمازون للحد من تغير المناخ، لم تحصل على حماية حكومية، سواء كمحميات طبيعية أو أراضٍ أصلية.
تتركز هذه المناطق في جنوب غرب الأمازون في بيرو، وشمال شرق البرازيل، وغويانا الفرنسية، وسورينام.
بيانات جديدة وتحليل متقدم
أوضح "مات فينر"، المشرف على مشروع "مراقبة مناطق الأمازون الأنديزية"، أن هذه المناطق تحتوي على الأشجار الأكثر كثافة والأطول عمرًا، وهي مهمة لتخزين كميات هائلة من الكربون.
إذا تم تدمير هذه الأشجار بسبب الحرائق أو قطعها، فإن الكربون المخزن سيتحول إلى غازات دفيئة تسهم في زيادة الاحترار العالمي.
استند التحليل إلى بيانات الأقمار الاصطناعية من شركة "بلانيت"، التي استخدمت تقنيات الليزر لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للأمازون، ودمجتها مع تقنيات التعلم الآلي.
وقد ركز التحليل على الغطاء النباتي فوق الأرض دون احتساب الكربون المخزن في الجذور أو التربة.
وفقًا لمؤسسة "أمازون كونزرفيشن"، فإن 61% من مناطق ذروة الكربون في الأمازون محمية، لكن 39% منها لا تزال غير مصنفة كمحميات رسمية. في البرازيل وسورينام وغويانا الفرنسية، مستوى الحماية أقل، إذ يتم حماية 51% فقط من هذه المناطق.
أما في بيرو، فالنسبة أعلى، لكن هناك مناطق أخرى تُترك غير محمية وتُستخدم في قطع الأشجار.
التأثير المناخي لغابات الأمازون
أظهرت دراسة نُشرت الشهر الماضي أن غابات الأمازون تحتوي على نحو 71.5 مليار طن من الكربون، وهو ما يعادل نحو ضعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في عام 2022.
على الرغم من هذه الأرقام، فإن الغابات تمتص تقريبًا نفس الكمية من الكربون التي تطلقها، وهي إشارة إيجابية على قدرتها في مواجهة تغير المناخ.
إلا أن هذا الأمر لا يزال موضوعًا للنقاش العلمي، إذ تشير دراسات أخرى إلى أن الأمازون قد يتحول ليصبح مصدرًا للانبعاثات بدلًا من أن يكون مصدًا لها.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.