بسبب إعصار «بيبينكا».. إلغاء مئات الرحلات الجوية شرقي الصين

بسبب إعصار «بيبينكا».. إلغاء مئات الرحلات الجوية شرقي الصين

أفادت وكالة "تسيليان" الصينية بإلغاء أكثر من 1600 رحلة جوية عبر مطارات شرق الصين، اليوم الاثنين، بسبب إعصار "بيبينكا"، وهو الإعصار الثالث عشر الذي يضرب البلاد هذا العام.

تسبب الإعصار في تعطيل حركة الطيران في عدة مطارات رئيسية، بما في ذلك مطارا "بودون" و"هونتشاو" في مدينة شنغهاي، وفق وكالة “نوفوستي”. 

وقد ألغيت جميع الرحلات الجوية في هذين المطارين بعد الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي مساء الأحد، إلا أنهما استأنفا العمل بشكل طبيعي بعد الساعة 14:00 اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي.

إلى جانب شنغهاي، تم إلغاء رحلات جوية في مطارات مدن أخرى في شرق الصين، مثل هانغتشو ونينغبو في مقاطعة تشجيانغ، وكذلك نانجينغ في مقاطعة جيانغسو. 

وتشير التقارير إلى أن إعصار "بيبينكا" هو الأقوى الذي يضرب مدينة شنغهاي منذ عام 1949، ما تسبب في اضطراب كبير في حركة النقل الجوي والأنشطة اليومية.

تأثير الإعصار ومساره المتوقع

وصل إعصار "بيبينكا" إلى مدينة شنغهاي صباح اليوم الاثنين مصحوبًا برياح قوية وأمطار غزيرة. 

ومن المتوقع أن يتحرك الإعصار بالاتجاه الشمالي الغربي بسرعة 25 كم في الساعة، ويُتوقع أيضا أن يضعف تأثيره تدريجيًا بحلول ليلة 17 سبتمبر الجاري عندما يصل إلى إقليمي آنهوي وخنان.

مع استمرار تأثير الإعصار على أجزاء واسعة من شرق الصين، تواجه السلطات تحديات كبيرة في إدارة الطوارئ والتعامل مع الأضرار المحتملة. 

ضرورة توخي الحذر

وقد حذرت السلطات المحلية السكان من ضرورة توخي الحذر والتزام المنازل خلال فترة مرور الإعصار، بينما تستمر جهود استعادة الخدمات الضرورية، بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية في المناطق المتأثرة.

يذكر إعصار "بيبينكا" بأهمية الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية في مناطق شرق آسيا التي تشهد أعاصير موسمية بانتظام، حيث تشكل خطراً على الحياة اليومية وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية