«40 % زيادة».. الجفاف يرفع أسعار القهوة لأعلى مستوى منذ 13 عاماً في البرازيل

«40 % زيادة».. الجفاف يرفع أسعار القهوة لأعلى مستوى منذ 13 عاماً في البرازيل

تشهد أسعار القهوة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا، خاصة قهوة "أرابيكا"، التي سجلت زيادة بنسبة 40%، وهو أعلى مستوى لها منذ 13 عامًا.

 وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ثينكو دياز" الإسبانية، ارتفعت العقود الآجلة لأرابيكا بنسبة 3.3% خلال يوم واحد، ليصل سعر الرطل الواحد إلى 2.70 دولار في بورصة نيويورك. هذه الزيادة تأتي في ظل موجة جفاف غير مسبوقة في البرازيل، أكبر منتج لهذا النوع من القهوة، والتي تعد أشد موجة جفاف تضرب البلاد منذ 70 عامًا.

نقص المحاصيل وطلب عالمي متزايد 

يعود ارتفاع أسعار قهوة أرابيكا بنسبة 43% هذا العام إلى قلة الأمطار في البرازيل، ما أثر على المحاصيل بشكل كبير. لكن ليست البرازيل وحدها المتضررة، فهناك أيضًا نقص في إنتاج حبوب "روبوستا"، الأقل تكلفة والأكثر انتشارًا في فيتنام، وهو ما أدى إلى انخفاض الإمدادات عالميًا وسط زيادة في الطلب على القهوة.

كما تواصل أسعار القهوة ارتفاعها نتيجة استمرار تقليص الصادرات الفيتنامية. ففي يوليو الماضي، انخفضت صادرات البن من فيتنام بنسبة 29.3% مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 76982 طنًا متريًا فقط، وفقًا لبيانات إدارة الجمارك العامة الفيتنامية. كما أفادت شركة "فولكافيه" المتخصصة في إنتاج البن، بأن إنتاج روبوستا في فيتنام لموسمي 2024-2025 قد يصل إلى 24 مليون بوشل (أداة قياس للأحجام الجافة) فقط، وهو أدنى مستوى منذ 13 عامًا، وذلك بسبب تضرر المحاصيل من قلة الأمطار.

أزمة عالمية في إنتاج القهوة 

تشير التوقعات إلى أن هناك عجزًا عالميًا في إمدادات روبوستا قد يصل إلى 4.6 مليون بوشل بحلول عام 2025. ورغم أن هذا العجز أقل من العام الماضي، حيث بلغ تسعة ملايين بوشل، فإن القطاع يعاني من أربع سنوات متتالية من تراجع الإنتاج.

وفي البرازيل، يعاني المنتجون من موجة جفاف هائلة، حيث أشارت تعاونية "كوكسوب" الرئيسية لإنتاج البن في أغسطس الماضي إلى أن الجفاف أدى إلى انخفاض الإنتاجية هذا العام، ومن المتوقع أن يستمر التأثير السلبي في العام المقبل. كما أشارت إلى أن أشجار البن تعاني من "الإجهاد المائي"، خاصة بعد تعرضها لأمطار غزيرة خلال الفيضانات الأخيرة.

تضيف هذه الأزمات تحديات كبيرة لمنتجي البن في البرازيل، حيث تسبب الجفاف المستمر في جعل الهواء في مدينة ساو باولو أكثر تلوثًا في العالم لثلاثة أيام متتالية. ومع توقعات بارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة، يُتوقع أن تتعرض أشجار البن لمزيد من الأضرار، خاصة أنها تمر حاليًا بفترة الإزهار، وهي المرحلة الحاسمة التي تحدد حجم المحصول في الموسم المقبل.

تداعيات حرائق الغابات 

في ولاية ميناس جيرايس، وهي إحدى أهم المناطق المنتجة لأرابيكا في البرازيل، والتي تسهم بنسبة 30% من الإنتاج المحلي، تعرضت المحاصيل لأضرار غير مباشرة بسبب الحرائق. وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن أي أضرار مباشرة للأشجار، فإن اقتراب النيران من المحاصيل قد يؤثر على البراعم التي تُعد ضرورية للموسم القادم.

هذه الأزمات المتراكمة تثير مخاوف كبيرة بشأن مستقبل إنتاج القهوة العالمي، حيث يزداد القلق بشأن قدرة المنتجين على تلبية الطلب المتزايد في ظل التغيرات المناخية القاسية.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية