«يهدد حياة السكان».. اليابان تحذر مواطنيها من اقتراب الإعصار «بولاسان»
«يهدد حياة السكان».. اليابان تحذر مواطنيها من اقتراب الإعصار «بولاسان»
حذّرت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية، اليوم الثلاثاء، من اقتراب إعصار "بولاسان" الذي يُتوقع أن يضرب محافظتي "أوكيناوا" و"كاجوشيما" خلال اليومين المقبلين.
ويأتي هذا التحذير في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها اليابان والمنطقة ككل، حيث أصبحت الأعاصير والعواصف الشديدة أكثر تكرارًا وقوة بسبب الاحتباس الحراري، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
من جانبها، ذكرت هيئة الإذاعة اليابانية (NHK)، أنه تم رصد الإعصار صباح اليوم بالقرب من الجزر اليابانية في المحيط الهادئ.
ومن المتوقع أن يتسبب الإعصار في هطول أمطار غزيرة، وحدوث عواصف رعدية، وفيضانات في المناطق المنخفضة، ما يرفع مستوى القلق من تكرار السيناريوهات التي شهدتها اليابان في السنوات الأخيرة من دمار واسع نتيجة الظواهر الجوية القاسية.
اضطرابات بحرية
وتبلغ سرعة الرياح المصاحبة للإعصار حوالي 90 كيلومترًا في الساعة، ما سيؤدي إلى اضطرابات بحرية وأمواج عالية قد تضرب السواحل، وتُشكل تهديدًا على حياة السكان والبنية التحتية.
ويعكس هذا الوضع التأثير المتزايد للتغيرات المناخية، التي تجعل الأعاصير أكثر قوةً وأقل قابلية للتنبؤ.
اليابان، التي لطالما عانت من الأعاصير والفيضانات، شهدت في الأعوام الماضية أعاصير قوية مثل "هاجيبيس" في 2019، الذي تسبب في مقتل العشرات وخسائر مادية كبيرة.
التكيف مع تغير المناخ
وتؤكد هذه الأحداث أن البلاد بحاجة إلى تعزيز تدابير التكيف مع تغير المناخ وتطوير بنى تحتية قادرة على الصمود أمام الكوارث الطبيعية المتزايدة.
يأتي إعصار "بولاسان" في وقت تعاني فيه دول آسيوية وأوروبية من آثار إعصاري "ياجي" و"بوريس"، اللذين تسببا في مقتل وفقدان المئات، وأضرار جسيمة في المرافق والأراضي الزراعية، ما يبرز أن الظواهر الجوية العنيفة أصبحت جزءًا من التحديات البيئية العالمية التي تهدد المجتمعات كافة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".