«تنذر بمزيد من التوترات».. مواجهات عنيفة داخل صفوف قوات الدعم السريع بالسودان

«تنذر بمزيد من التوترات».. مواجهات عنيفة داخل صفوف قوات الدعم السريع بالسودان

كشف تقرير حديث صادر عن مؤشر الصراعات المسلحة حول العالم (ACLED) عن تصاعد التوترات والمواجهات المسلحة داخل قوات الدعم السريع في إقليم دارفور بالسودان. 

وشهدت مدينة مليط بشمال دارفور في أواخر أغسطس الماضي اشتباكات عنيفة بين فصائل تابعة لقوات الدعم السريع، تعكس انقسامات عرقية داخل هذه القوات التي تتكون من مجموعات مختلفة، وفق موقع "سودان تريبيون".

وفقًا للتقرير، انخرطت مجموعتان من قوات الدعم السريع في مواجهات داخل مدينة مليط يومي 26 و27 أغسطس. 

وتنتمي المجموعة الأولى إلى العرقية الرزيقية، بينما تنتمي المجموعة الأخرى إلى العرقية الزيادية، ورغم أن هذه المجموعات لم تكن في صراع مسبقًا، فإن الاشتباكات اندلعت عندما حاول مقاتلو الرزيقات من خارج المدينة نهب سوق محلي، حيث كان مقاتلو الزيادية يحمونه.

ويسكن مدينة مليط غالبية من مجموعة الزيادية، بينما تهيمن مجموعة الرزيقات على قوات الدعم السريع. 

يعكس هذا التوتر بين المجموعتين العرقيتين الانقسامات الداخلية المتزايدة داخل القوات، والتي تتكون من مقاتلين ذوي خلفيات وأجندات مختلفة، غالبًا ما يستغلون الصراع لتحقيق مكاسب محلية.

تدهور الوضع في دارفور

فيما لم ترتبط هذه الاشتباكات بنزاعات سابقة معروفة بين الرزيقات والزيادية، فإن النزاعات حول الأراضي والموارد الطبيعية استمرت في تأجيج الصراعات في دارفور. 

ويشير التقرير إلى اشتباكات أخرى مستمرة بين مجموعات مثل السلامات وبني هلبة، وكذلك بين السلامات والهبانية طوال عام 2023. 

وتعكس هذه النزاعات الطبيعة المعقدة للنزاع في دارفور، حيث تتداخل المصالح المحلية مع التوترات العرقية والسياسية.

تأثير الانقسامات الداخلية

إلى جانب هذه التوترات المحلية، كشف التقرير أيضًا عن تصاعد الصراع حول خلافة القيادة داخل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى مزيد من المواجهات الداخلية في مناطق أخرى، مثل الخرطوم وسنار وشمال كردفان. 

وتضيف هذه الصراعات الداخلية مزيدًا من التعقيد إلى الوضع، خاصة مع مقتل العديد من قادة قوات الدعم السريع في المعارك أو عبر القصف الجوي، مما أدى إلى تراجع قدراتها العسكرية مقارنة بالعام السابق، حيث كانت قد سيطرت على معظم الخرطوم وأجزاء كبيرة من دارفور وكردفان.

تصاعد العنف

أشار التقرير أيضًا إلى أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع زادتا من استخدام المتفجرات والعنف عن بعد، خاصة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور. 

كما كثفت قوات الدعم السريع من هجماتها على الفاشر، التي تخضع لسيطرة الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه. 

ورغم محاولات قوات الدعم السريع المتكررة لاقتحام المدينة منذ شهر مايو الماضي، فإن الجيش السوداني وحلفاءه تمكنوا من صد هذه الهجمات.

آثار الحصار على الفاشر

فرضت قوات الدعم السريع حصارًا مشددًا على مدينة الفاشر منذ أبريل الماضي، ما أدى إلى منع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية إلى سكان المدينة. 

وتسبب الحصار في آثار مدمرة، حيث يواجه الآلاف من المدنيين خطر الموت جوعًا إذا لم تصلهم المساعدات في وقت قريب، حسبما أفادت صحيفة "سودان تربيون".

يعكس هذا التقرير تدهور الوضع الأمني في السودان، لا سيما في إقليم دارفور، حيث تتفاقم الانقسامات الداخلية في قوات الدعم السريع وتتصاعد الصراعات العرقية حول الأراضي والموارد الطبيعية. 

ومع استمرار الحصار العسكري المفروض على المدن والقرى، يواجه المدنيون أزمة إنسانية متفاقمة تتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لتخفيف حدة الأوضاع وضمان إيصال المساعدات الضرورية للمتضررين.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية