«تداعيات الحرب».. الأمم المتحدة تحذِّر من خسائر كارثية في الأرواح بالسودان

«تداعيات الحرب».. الأمم المتحدة تحذِّر من خسائر كارثية في الأرواح بالسودان

 

حذّرت الأمم المتحدة من خسارة كارثية في الأرواح في السودان نتيجة تزايد الأزمات المتزامنة، مثل الجوع والنزوح وانتشار الأمراض جراء استمرار الحرب. 

وتزيد هذه التحديات المستفحلة من معاناة السكان المتضررين، مما يتطلب استجابة فورية وشاملة وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

الجهود الإنسانية في السودان

في محاولة للتصدي للجوع المتفاقم، يعمل برنامج الأغذية العالمي بجد للوصول إلى 8.4 مليون شخص بحلول نهاية هذا العام. 

وحتى الآن، تمكن البرنامج من دعم أكثر من 5 ملايين شخص، منهم 1.2 مليون في دارفور. 

بالتزامن مع ذلك، تواصل منظمة اليونيسف تقديم إمدادات غذائية ضرورية لعلاج نحو 215 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، إلى جانب توفير مياه شرب آمنة لـ6.6 مليون طفل وعائلاتهم.

أزمة اللاجئين

تعد أزمة النزوح إحدى أكبر التحديات في السودان، حيث يُقدّر أن نصف النازحين البالغ عددهم 10 ملايين هم أطفال.. وقد عبر مليونان منهم إلى دول مجاورة، حيث تقدم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين دعما عاجلا، رغم التحديات الكبيرة مثل نقص التمويل والفيضانات.

التحديات المالية

جهود الاستجابة الإنسانية تواجه عجزًا حادًا في التمويل، إذ لم تُموّل سوى ربع خطة الـ 1.5 مليار دولار لدعم اللاجئين في الدول المجاورة، فيما تلقت الاستجابة داخل السودان نحو نصف التمويل المطلوب، حيث تحتاج البلاد إلى 2.7 مليار دولار للوصول إلى 14.7 مليون شخص بحلول نهاية العام.

إمدادات المساعدات 

دخلت أكثر من 113 شاحنة مساعدات إلى السودان من تشاد عبر معبر أدري منذ إعادة فتحه، ناقلة إمدادات ضرورية لـ250 ألف شخص.. وتستمر الجهود لتقديم المزيد من الدعم في ظل تفاقم الأوضاع.

اجتماع وزاري مرتقب

لمناقشة الأزمة المتصاعدة، سيُعقد اجتماع وزاري رفيع المستوى في 25 سبتمبر بمشاركة عدة دول ومنظمات دولية وإقليمية، بما في ذلك مصر، والسعودية، والاتحاد الأوروبي، لبحث سبل مواجهة التحديات الإنسانية في السودان والمنطقة.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل نحو 17 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية