«جرائم عابرة للحدود».. الأمن الليبي يفكك شبكة دولية تعمل في الهجرة غير الشرعية
«جرائم عابرة للحدود».. الأمن الليبي يفكك شبكة دولية تعمل في الهجرة غير الشرعية
أعلنت النيابة العامة الليبية عن تفكيك شبكة إجرامية خطيرة متسللة من نيجيريا، متورطة في سلسلة من الجرائم المنظمة تشمل السحر والشعوذة، الاتجار بالبشر، الهجرة غير الشرعية، الخطف، الدعارة، وترويج المخدرات.
جاء ذلك بناءً على معلومات أمنية دقيقة، حيث تمكنت السلطات من إلقاء القبض على عدد من المشتبه فيهم بينهم قائد جماعة "فايكينغ" في ليبيا، والتي تُعد جزءًا من منظمات إجرامية دولية تعمل من نيجيريا، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام ليبية.
في بيان صدر عن مكتب النائب العام الليبي، وردت معلومات عن اجتماع لعدد من المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، ينتمون إلى خمس منظمات إجرامية دولية، مما أثار قلق السلطات.
ينخرط هؤلاء المهاجرون، الذين يشكلون نواة التنظيمات المذكورة، في تنظيم أنشطة إجرامية تشمل السحر كوسيلة للسيطرة على الضحايا واستغلالهم في الاتجار بالبشر، وخاصة النساء.
ويجبر المتهمون النساء على العمل في الخدمة المنزلية أو يُجبرونهن على ممارسة الدعارة في شبكات ممتدة إلى عدة دول، حيث تعد هذه الفئة أبرز المتضررين من تلك الشبكة.
خلفية التنظيمات الإجرامية
تشمل هذه التنظيمات مجموعات شهيرة مثل "فايكينغ العليا"، "إمسي"، "إيّي"، "الفأس الأسود"، و"حركة السود الجديدة في إفريقيا"، هذه الجماعات لها جذور عميقة في نيجيريا، حيث تُدار عملياتها الإجرامية، لكنها توسعت إلى ليبيا لتأسيس هياكل تدعم أنشطتها عبر البحر المتوسط.
وفقًا للبيان، فقد ارتبط 35 مهاجرًا غير شرعي بهذه العصابات، وتم رصدهم وهم ينفذون أنشطة إجرامية معقدة تشمل الاتجار بالبشر، الخطف، وترويج المخدرات.
استغلال النساء
أحد الجوانب البارزة في هذه القضية هو استخدام السحر والشعوذة في السيطرة على ضحايا الاتجار بالبشر، وهي أساليب تهدف إلى إخضاع النساء وإجبارهن على العمل القسري أو الدعارة.
يُستخدم السحر كوسيلة لزرع الرعب في نفوس الضحايا وإبقائهن تحت سيطرة المنظمات الإجرامية.
هذا التكتيك غير التقليدي يعقد جهود الإنقاذ والإغاثة للضحايا، مما يستدعي تدخلات دقيقة ومتخصصة من الجهات الأمنية.
هياكل إجرامية
بحسب البحث الأمني الذي أجراه مأمور جهاز المخابرات الليبية، تمكنت هذه الجماعات من توطيد وجودها في ليبيا، حيث أنشأت هياكل إجرامية انخرط فيها مئات المهاجرين غير الشرعيين.
لا تقتصر هذه التنظيمات على ممارسة الإجرام محليًا، بل تتعاون مع منظمات المافيا في دول البحر المتوسط لتمويل أنشطتها وتنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية.
ويتم استغلال الفوضى الأمنية في ليبيا كمحطة لتهريب البشر نحو دول شمال المتوسط، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.
تفكيك الشبكة
جاء تفكيك الشبكة بعد عملية استخباراتية دقيقة، حيث تم إحالة المعلومات المتعلقة باجتماع المجرمين إلى جهاز المخابرات الليبية، الذي بدوره تمكن من ضبط المشتبه فيهم، بمن في ذلك قائد جماعة "فايكينغ" في ليبيا.
تُعتبر هذه العملية خطوة مهمة في جهود مكافحة الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة، إلا أن البيان أشار إلى أن التهديد لا يزال قائمًا، مع استمرار نشاط هذه الجماعات على المستويين المحلي والدولي.
منذ سقوط النظام الليبي في 2011، أصبحت البلاد نقطة عبور رئيسية للمهاجرين واللاجئين من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نحو أوروبا.
ووفرت الفوضى السياسية والأمنية في ليبيا بيئة خصبة لنشاطات الجماعات الإجرامية، التي تستغل هشاشة الدولة لتحقيق مكاسب مالية من خلال الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.