«وسط مخاوف حقوقية».. فايننشيال تايمز: الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية
«وسط مخاوف حقوقية».. فايننشيال تايمز: الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية
شهدت صناعة البرمجيات في الفترة الأخيرة، تحولًا بارزًا يتمثل في التركيز على ما يُعرف بـ"وكلاء الذكاء الاصطناعي"، حيث تصطف كبرى الشركات مثل مايكروسوفت وسيلزفورس وورك داي خلف هذه الفكرة الجديدة.
ووفقا لصحيفة "فايننشيال تايمز"، وضعت مايكروسوفت وسيلزفورس وورك داي، خلال الأسبوع الجاري، الوكلاء في مركز خطط الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، بينما استخدمت أوراكل وسيرفيس ناو أيضًا الجولة السنوية لمؤتمرات المستخدمين في الصناعة هذا الشهر للترويج للفكرة.
تعكس هذه التحولات محاولة جادة من الصناعة لتحويل الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى عنصر أساسي في الحياة العملية، حيث يتم تصميم هؤلاء الوكلاء للقيام بمهام محددة واستباقية، بدلاً من مجرد تقديم المعلومات.
تأتي هذه الجهود في سياق تقدم التكنولوجيا الأساسية التي تدعم الذكاء الاصطناعي، بفضل الذاكرة الأكبر وقدرات التخطيط المحسنة، يمكن للوكلاء الاتصال بأنظمة أخرى عبر واجهات برمجة التطبيقات، مما يمكنهم من اتخاذ إجراءات بدلاً من الاكتفاء بتقديم المعلومات.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، فإن برنامج المساعدين يتطور ليصبح "طبقة تنسيق المؤسسة"، مما يمكّن العمال من استخدام الوكلاء لأداء مهام معقدة، مثل ملء تقارير النفقات أو التعامل مع عمليات دعم العملاء.
الرهانات الكبيرة
تراهن الشركات على أن الوكلاء سيحققون فوائد إنتاجية مباشرة، ويتوقع ناديلا أن يتمكن العملاء من تحسين سير العمل من خلال استخدام هذه الأنظمة الذكية، مشيرًا إلى أن النماذج نفسها ستصبح سلعة قيمة مع كيفية توجيهها باستخدام بيانات العملاء.
ومع ذلك، لا يزال هناك تساؤلات حول كيفية تحقيق إيرادات من هذه التكنولوجيا، حيث يرى بعض المستثمرين أنه لا تزال هناك حاجة لإثبات القيمة الفعلية لوكلاء الذكاء الاصطناعي.
مخاوف وتحديات
وتبقى هناك مخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام الحساسة، على الرغم من التفاؤل بالتطورات التكنولوجية الجديدة.
يثير ميل الأنظمة إلى "الهلوسة" (producing incorrect or nonsensical outputs) قلقًا بشأن اعتماد الشركات عليها في اتخاذ قرارات غير خاضعة للإشراف.
يعبر الرئيس التنفيذي السابق للتكنولوجيا في مايكروسوفت، باري بريجز، عن قلقه إزاء استخدام هذه الأنظمة في مهام حرجة، مؤكدًا ضرورة دمجها في العمليات التي تتيح للعمال اتخاذ القرارات النهائية.
الاتجاهات المستقبلية
بينما يستمر السوق في استكشاف مزايا وكلاء الذكاء الاصطناعي، يُظهر بعض قادة الصناعة مثل الرئيس التنفيذي لشركة كلارنا، سيباستيان سيمياتكوفسكي، أن هناك بالفعل شركات تتجه نحو تقليص حجم قوتها العاملة بشكل كبير اعتمادًا على هذه التكنولوجيا.
ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول الفائزين النهائيين في هذه المعركة، حيث قد تكون القوى الحالية في صناعة البرمجيات، مثل مايكروسوفت وأبل، هي الأقدر على الاستفادة من هذه التحولات.
ويمثل التركيز على وكلاء الذكاء الاصطناعي خطوة نحو المستقبل، لكن النجاح يعتمد على كيفية معالجة المخاوف المتعلقة بالاعتمادية والأمان، وأيضًا على مدى قدرة الشركات على تحقيق قيمة حقيقية من هذه الابتكارات.