«لحمايتهم من الفيضانات».. إبعاد مئات الأشخاص عن منازلهم في كوريا الجنوبية
«لحمايتهم من الفيضانات».. إبعاد مئات الأشخاص عن منازلهم في كوريا الجنوبية
أعلن المقر المركزي لمواجهة الكوارث والسلامة في كوريا الجنوبية، اليوم الأحد، عن إجلاء حوالي 1500 شخص نتيجة للأمطار الغزيرة التي سجلت مستويات قياسية في المناطق الجنوبية من البلاد.
وأدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث انهيارات أرضية وفيضانات، مما استدعى اتخاذ إجراءات فورية من أجل حماية السكان، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ووفق وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، فقد تم إجلاء 1501 شخص حتى الآن، حيث لا يزال 682 منهم غير قادرين على العودة إلى منازلهم.
استجابة سريعة
ورغم حجم الكارثة، لم يتم الإبلاغ عن أي ضحايا حتى الآن، مما قد يعكس جهود الطوارئ المبذولة والاستجابة السريعة من السلطات المحلية.
تشهد الأقاليم الجنوبية مثل جيونج سانج وجنوب جولا وشمال جولا هطول أمطار غزيرة، حيث سجلت مدينة تشانج وون، التي تبعد حوالي 296 كيلومترًا جنوب شرق سيئول، 519.2 ملم من الأمطار.
وشهدت مدينة بوسان 390.2 ملم، ومدينة يوسو 399.5 ملم، مما يدل على أن المناطق الساحلية تأثرت بشدة.
الأمطار تغمر المنازل وتقطع الطرق
أسفرت الأمطار الغزيرة عن حدوث 107 حالات غمر للطرق، و21 حالة فقدان للتربة، فضلاً عن غمر 170 منزلاً و3 مصانع ومستشفى واحد، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان.
وتضررت 4166 هكتارًا من الأراضي الزراعية، مما يزيد من القلق بشأن الأمن الغذائي في هذه المناطق.
وتذكر هذه الكوارث الطبيعية بأهمية الاستعداد لمواجهة الكوارث وتطوير البنية التحتية لتحمل الظروف المناخية القاسية.
وتبرز الحاجة إلى استراتيجيات فعالة للتكيف مع تغير المناخ، الذي يساهم في تفاقم مثل هذه الأحداث الطبيعية، إن الدعم والتضامن بين المجتمعات في أوقات الأزمات يشكلان عنصرين حيويين لمساعدة المتضررين وإعادة بناء حياتهم بعد الكارثة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".