«اتهمت رئيسه بالنفاق».. نائبة بريطانية تنشق عن حزب العمال

«اتهمت رئيسه بالنفاق».. نائبة بريطانية تنشق عن حزب العمال
كير ستارمر

شهد حزب العمال البريطاني، السبت، أول استقالة منذ تولي كير ستارمر رئاسة الحكومة، حيث أعلنت النائبة روزي دافيلد استقالتها وانضمامها كمستقلة في مجلس العموم. 

تأتي هذه الاستقالة وسط اتهامات قوية وجهتها دافيلد لستارمر بـ"النفاق" لقبوله هدايا مجانية تتجاوز قيمتها 100 ألف جنيه إسترليني (حوالي 134 ألف دولار) في الوقت الذي يتم فيه تقليص إعانات التدفئة الشتوية لنحو 10 ملايين متقاعد، وفق وكالة "فرانس برس".

نددت دافيلد في رسالة استقالتها، بسياسة الحكومة، مشيرة إلى أن "الفساد والمحاباة والجشع الواضح" أصبحوا خارج نطاق السيطرة. 

وانتقدت النائبة المستقيلة من الحزب، ستارمر لاتباعه سياسات "قاسية وغير ضرورية"، قائلة إن تصرفاته تمثل "إذلالًا" لحزب كان يومًا مصدر فخر لأعضائه.

نقد حاد لسياسات الحزب

وعبرت دافيلد في كلمتها، عن خجلها مما فعله ستارمر ودائرته الداخلية، مضيفة أن نفاق زعيم الحزب الذي يستمتع بالملابس المجانية الفاخرة ورحلات السفر بينما يطلب من الآخرين تقليل إنفاقهم، كان "صاعقًا". 

وانتقدت قرار ستارمر بالإبقاء على السقف الذي وضعه حزب المحافظين على إعانات الأطفال، مشيرة إلى أنه من غير المقبول أن يقبل ستارمر هدايا شخصية باهظة الثمن بينما يتجاهل احتياجات الأسر.

وأوضحت دافيلد أنها ستستمر في العمل كنائبة مستقلة، مُعبرة عن التزامها بالقيم الأساسية لحزب العمال. 

تأتي هذه التصريحات لتسلط الضوء على الانقسام المتزايد داخل الحزب، حيث تثار تساؤلات حول التوجه الحالي لحكومة ستارمر.

أزمة داخل الحزب 

تتزامن هذه الاستقالة مع انعقاد أول مؤتمر لحزب العمال منذ عودته إلى السلطة، حيث شهد الحزب فوزًا ساحقًا على المحافظين في الانتخابات التي جرت في يوليو الماضي بعد 14 عامًا من المعارضة. 

وبدلاً من الاحتفال بهذا الفوز، وجد وزراء الحكومة أنفسهم في موقف دفاعي أمام غضب النقابات التي عادة ما تدعمهم، مما ألقى بظلاله على الأجواء العامة للمؤتمر.

وأظهرت السجلات أن ستارمر قبل هدايا بأكثر من 100 ألف جنيه منذ ديسمبر 2019، ورغم أن هذه الهدايا قانونية، فإنها تفوق ما حصل عليه أي نائب آخر، مما يطرح تساؤلات حول مدى تأثير هذه الهدايا على القرارات السياسية للحكومة.

توجهات الحزب المستقبلية

تستمر الانقسامات داخل حزب العمال في تشكيل مشهد سياسي معقد في المملكة المتحدة، ومع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية، يبقى مستقبل الحزب وقيادته محل تساؤل، خاصةً في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه البلاد. 

ويبدو أن رحلة ستارمر في قيادة الحزب لن تكون سهلة، مع وجود أصوات معارضة تتعالى بشكل متزايد من داخل صفوفه.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية