من لهيب الغارات إلى بوتان.. كيف يُقاتل أعضاء فريق النجمة اللبناني على جبهتين؟

من لهيب الغارات إلى بوتان.. كيف يُقاتل أعضاء فريق النجمة اللبناني على جبهتين؟

حزم مدافع فريق النجمة اللبناني لكرة القدم، قاسم الزين، حقائبه وخرج من منزله بحثًا عن مكان آمن لعائلته، بعيدًا عن لهيب الغارات الإسرائيلية التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت

وقالت وكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس، إنه على أعتاب مشاركة فريقه في دوري التحدي الآسيوي، نزح قاسم، المتزوج والأب لولدين، إلى مدينة عاليه في جبل لبنان، حيث استقر مع أقاربه في بناية تضم عدة شقق بعد أن تضرر منزله جزئيًا بسبب القصف.

ونقلت الوكالة عن الزين (33 عامًا)، قوله: "اضطررنا للخروج من منزلنا لأنه يقع في منطقة غير آمنة". 

نزوح اللاعبين

وأوضح مدير الفريق هيثم التنير، أن أكثر من 60% من اللاعبين اضطروا للنزوح، فيما لا يزال اللاعبون الأجانب وبعض المحليين في العاصمة بيروت

وأكد التنير أن تسعة لاعبين من الفريق تعرضت منازلهم للتدمير كليًا أو جزئيًا.

ويسلط الزين الضوء على التغيرات المفاجئة في الظروف: "كل شيء كان على ما يرام، والحياة طبيعية، قبل أن يتبدل كل شيء". 

ونجا الزين من غارة جوية في منطقة الغبيري، حيث كتب عبر منصة "إكس": "الحمد لله أنا بخير، صودف مروري بمكان الغارة".

تأجيل الدوري بسبب الحرب

توقفت مباريات الدوري اللبناني بعد الجولة الأولى، حيث أصدر اتحاد كرة القدم قرارًا بتجميد النشاط حتى 30 نوفمبر بسبب الحرب المستمرة بين حزب الله وإسرائيل. 

تصاعدت المواجهات منذ 23 سبتمبر الماضي، مع تكثيف الغارات الإسرائيلية على مناطق تابعة لحزب الله، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص وفقًا للسلطات.

مواجهة التحديات الآسيوية

لم تتوقف رحلة قاسم في عاليه، بل كان عليه التوجه مجددًا مع فريقه إلى قطر للمعسكر قبل السفر إلى بوتان للمشاركة في البطولة القارية من 26 أكتوبر حتى 1 نوفمبر. 

في الدوحة، حاول المدرب التركيز على كرة القدم، رغم صعوبة ذلك في ظل الأجواء المتوترة: "اللاعبون يتواصلون مع عائلاتهم ويتابعون الأخبار لحظة بلحظة، نحاول أن نُخرجهم من الأجواء الصعبة".

تفاؤل رغم الظروف القاسية

بدوره، أبدى نجم الفريق ربيع عطايا، الذي دُمّر منزله في صور، تفاؤله بتحقيق نتيجة إيجابية في البطولة، مؤكدًا: "سنحاول تقديم صورة لائقة وزرع البسمة على وجوه اللبنانيين، لأنهم يستحقون". 

وشرح مدرب الحراس خالد حمصي أن الجهاز الفني واجه صعوبات كبيرة بعد تصاعد الحرب، لكن اللاعبين أبدوا استعدادهم للمشاركة.

في ختام رحلتهم، شدد اللاعب كولينز أوباري على أن ما حدث يمنحهم الدافع لإسعاد الشعب اللبناني، قائلاً: "لن نخسر في بوتان، وسنلعب كأننا ذاهبون إلى حرب".

ويستهل النجمة مبارياته في بوتان بمواجهة باشوندهارا البنغالي، قبل أن يواجه بارو (المضيف) ويختتم مع إيست بنغال الهندي. 

يتأهل إلى ربع النهائي أصحاب المراكز الأولى في المجموعات الثلاث، مما يضفي أهمية كبيرة على مشاركة الفريق اللبناني في البطولة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية