«أسوشيتدبرس»: جزر المحيط الهادئ تطالب أستراليا بالتخلص من صادرات الوقود الأحفوري
يتسبب في 60% من الانبعاثات
طالبت بعض جزر المحيط الهادئ، وعلى رأسها توفالو، أستراليا ببذل المزيد من الجهود للتخلص من صادرات الوقود الأحفوري للحفاظ على البيئة في ظل التحديات المناخية المتزايدة.
وأيد رئيس وزراء توفالو، فيليتي تيو، بالإضافة إلى مسؤولين بارزين من فانواتو وفيجي خلال اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث الذي عقد الخميس في ساموا، تقريرًا صادرًا عن مبادرة معاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري، والذي أفاد بأن الوقود الأحفوري المستخرج في أستراليا وكندا والمملكة المتحدة مسؤول عن 60% من الانبعاثات الناجمة عن العمليات المماثلة في دول الكومنولث منذ عام 1990، رغم أن هذه الدول تمثل فقط 6% من سكان الكومنولث وفق وكالة “أسوشيتدبرس”.
انتقادات للسياسات الحالية
أشار التقرير إلى وجود اختلال واضح في عمليات استخراج الوقود الأحفوري، مع انتقادات للتناقض بين التعهدات المناخية لهذه الدول وجهودها الحالية لتوسيع إنتاج الوقود الأحفوري.
حذر قادة جزر المحيط الهادئ من أن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري يهدد وجود بلدانهم، خاصة أن الكثير منها جزر منخفضة معرضة لخطر الغمر نتيجة ارتفاع مستويات البحر.
دعوات للتغيير
وكرّر تيو، الذي وقع مؤخرًا معاهدة مع أستراليا لتعزيز العلاقات في مجالات الهجرة والأمن، دعوته لأستراليا للتخلي عن إنتاج الوقود الأحفوري وحذر من أن السياسات الحالية للدول ذات الانبعاثات العالية قد تُعتبر حكم إعدام لدولته.
صفر انبعاثات
من جانبها، أكدت وزيرة خارجية أستراليا، بيني وونج، التي تتواجد في ساموا، أن أستراليا تعمل على تحويل اقتصادها إلى اقتصاد يسجل صفر انبعاثات، لكنها لا تتحمل مسؤولية الانبعاثات الناجمة عن الفحم والغاز المصدرة لدول أخرى، وأشارت إلى أن غالبية محطات توليد الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم تُبنى في الصين ودول نامية أخرى.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
وتضاعف عدد الكوارث تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.