«فايننشال تايمز»: كارولاينا الشمالية تدخل الانتخابات الرئاسية الأمريكية بنقاش حول سياسات الهجرة
«فايننشال تايمز»: كارولاينا الشمالية تدخل الانتخابات الرئاسية الأمريكية بنقاش حول سياسات الهجرة
بدأت ولاية كارولاينا الشمالية، المتأرجحة سياسيًا، موسم التصويت الرئاسي الأمريكي في ظل أجواء متوترة، حيث تجمع مؤيدو ترامب في المناطق الريفية مثل بلدة روثرفوردتون التي شهدت إقبالًا كبيرًا على التصويت المبكر.
ووفقا لصحيفة "فايننشال تايمز"، ارتدى الناخبون قبعات البيسبول الحمراء وقمصانًا تحمل شعارات وطنية مثل "الله، الأسلحة، وترامب"، معبرين عن تطلعاتهم لإعادة انتخاب الرئيس السابق ودعم سياساته الصارمة بشأن الهجرة.
تقدمت كارين غاريس، المعروفة بين أصدقائها بلقب "ترامبزيلا"، إلى مركز الاقتراع مرتدية قميصها الذي يعبّر عن التزامها بدعم ترامب، وعبّرت عن مخاوفها من تزايد الهجرة غير الشرعية الذي تراه تهديدًا مباشرًا لمجتمعها الصغير.
بالنسبة إلى غاريس ومؤيدي ترامب، أصبحت الهجرة قضية شائكة تتجاوز الحدود الجنوبية لتصل إلى قلوب المجتمعات الريفية، التي يخشى سكانها من تداعيات اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد.
أزمة التعافي من العواصف
لم تتوقف التحديات عند قلق الناخبين من الهجرة، فقد أضاف إعصار "هيلين" مزيدًا من الصعوبات، وأحدث دمارًا هائلًا في مناطق عديدة من الولاية، وقد زاد الجمهوريون من تعقيد المسألة بربطهم جهود التعافي من الكارثة بأزمة الهجرة.
وادعى ترامب، كما تقول "فايننشال تايمز"، أن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، تفتقر إلى الأموال اللازمة لعمليات الإنقاذ والتعافي نتيجة لإنفاق مليارات الدولارات لإيواء المهاجرين غير الشرعيين، وقد انتشر سريعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بمساعدة داعمي ترامب البارزين مثل إيلون ماسك.
كان لهذه الرسائل تأثير ملحوظ في بلدة روثرفوردتون، حيث عبّر العديد من السكان المتضررين من الإعصار عن قناعتهم بأن الحكومة الفيدرالية تهملهم لصالح دعم المهاجرين.
وقالت شيريل ليك، وهي أم ربة منزل، إن العاصفة زادت من شعورها بأن "الحكومة لا تهتم بمناطقنا"، ورغم حرص ليك على الإدلاء بصوتها في وقت لاحق عندما تهدأ الطوابير، فقد أصبحت أكثر حماسةً لدعم ترامب.
غضب شعبي من سياسات الهجرة
خارج مراكز الاقتراع، اجتمع مئات من مؤيدي ترامب للتأكيد على قناعتهم بأن الهجرة غير الشرعية تهدد حياتهم اليومية وتزيد من الضغط على مواردهم المحلية.
قالت لين لومبارد، وهي مؤيدة لترامب تبلغ من العمر 70 عامًا، إن المهاجرين غير الشرعيين يُنقلون إلى بلدتها بالحافلات، مما يؤدي إلى تحويل الأموال العامة لدعمهم بدلًا من تحسين الظروف المحلية للمواطنين.
وتشير بيانات التعداد السكاني إلى أن نسبة المهاجرين في مناطق ريفية مثل روثرفوردتون ما زالت منخفضة، حيث نما عدد السكان غير المواطنين في مقاطعة روثرفورد من 1.5% من إجمالي السكان في عام 2018 إلى 2.5% في عام 2023.
وعلى الرغم من محدودية هذه الأعداد، فإن روايات ترامب وأنصاره عن الهجرة غير الشرعية قد أججت مشاعر العداء والخوف لدى سكان المناطق المتضررة.
في مقاطعة بولك المجاورة، تواجد عدد من موظفي "فيما" لمساعدة المتضررين من إعصار "هيلين" في إكمال طلبات المساعدات داخل مكتبة عامة هادئة في بلدة كولومبوس، وخارج الغرفة جلس مسؤول أمن لحماية موظفي الوكالة من أي احتكاك محتمل، وسط قلق من السكان المتوترين.
انقسامات اجتماعية
داخل مركز الاقتراع، التقى الناخبون من مختلف الانتماءات السياسية، حيث عبر بعض الديمقراطيين عن رغبتهم في منع ترامب من العودة إلى البيت الأبيض.
وقال جيمس هاميلتون، معالج للأطفال، إنه يرى في المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أملًا في توحيد البلاد، أما زايدة سيلوني، البالغة من العمر 21 عامًا وتعمل في مقهى محلي، فقد أكدت أنها ستصوّت للديمقراطيين، معبرة عن مخاوفها من عودة ترامب وما قد يعنيه ذلك من انقسامات جديدة في المجتمع.
وعلى الجانب الآخر، ظل العديد من مؤيدي ترامب مصرين على دعمهم له، معربين عن إيمانهم بقدرته على حماية البلاد ووقف موجات الهجرة.
وأضافت غاريس، الملقبة بـ"ترامبزيلا"، أن دعمها لترامب يأتي على الرغم من عدم إعجابها أحيانًا بأسلوبه الخطابي، قائلة: "لا أحب طريقة حديثه، لكنه يحب بلده".