رغم الجفاف.. أمطار استثنائية تحيي بحيرات في صحاري المغرب

رغم الجفاف.. أمطار استثنائية تحيي بحيرات في صحاري المغرب

شهدت صحاري جنوب شرق المغرب حدثاً نادراً مع هطول أمطار غزيرة أحيت بحيرات وبركا مائية كانت قد جفت لسنوات، محدثة تغييراً جذرياً في المناظر الطبيعية للمنطقة، حيث تحتل البحيرات الآن مواضعها بين كثبان الرمال في مناطق مثل مرزوكة.

وأعرب سكان المنطقة، اليوم الأحد، عن فرحتهم العارمة بعودة الأمطار التي جاءت في وقت دقيق حيث يعاني المغرب من شح المياه والجفاف، وفق وكالة "فرانس برس". 

وأشار كريم صدوق، أحد سكان مرزوكة، إلى أن "هذه الأمطار ساعدت في إحياء الطبيعة وتلبية حاجيات الناس من المياه". 

بدوره، قال المرشد السياحي يوسف آيت شيغا، الذي يقود مجموعات من السياح إلى بحيرة ياسمينة التي ظلت جافة منذ عام 2016، إن الأمطار أعادت الأمل للسكان وأثرت إيجابياً على السياحة.

تداعيات التغير المناخي

يُعزى هذا الحدث المناخي الاستثنائي إلى التقاء جبهة مدارية استثنائية مع كتل هوائية باردة قادمة من الشمال، حسب ما أوضحت المديرية العامة للأرصاد الجوية. 

وتشير التوقعات إلى أن هذه الظواهر المناخية ستتكرر بتواتر أكبر بفعل تغير المناخ، وفق ما صرحت به الباحثة فاطمة دريوش، التي أكدت أن الظاهرة تشير إلى تأثيرات المناخ المتغير لكنها تستدعي دراسة طويلة الأمد للتحقق من تأثيراتها المستقبلية.

انعكاسات إيجابية على الاقتصاد

تعد الأمطار حدثاً له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد والسياحة، إذ يعتمد المغرب بشكل كبير على القطاع الزراعي الذي يشغل نحو ثلث القوى العاملة، ويعتمد كذلك على السياحة خاصة في مناطق الواحات. 

يصف السائح الفرنسي جان مارك بيروكيرغوين، الذي يتردد على مرزوكة، مشاعره بقوله "الأمر يشبه فرحة طفل يتلقى هدية، إذ أعادت لي الأمطار مشهداً لم أره منذ 15 عاماً".

من جانبه، أشار المرشد السياحي خالد سكندولي إلى أن الأمطار "زادت من جاذبية المنطقة وجذبت المزيد من السياح" الذين يبحثون عن مناظر طبيعية استثنائية في الصحراء، التي اكتست بحلة خضراء مؤقتة بفعل نمو النباتات وعودة الحياة إلى الحيوانات.

استراتيجيات المستقبل

تشكل هذه الأمطار بارقة أمل للمغاربة الذين يواجهون ضغوطاً مائية متزايدة، خاصة أن المغرب شهد عاماً جافاً استثنائياً في 2023 كان الأكثر جفافاً منذ 80 عاماً. 

وبينما توفر الأمطار بعض الراحة، يبقى التحدي الأكبر في تحقيق استدامة مائية، حيث يعتمد المغرب على تحلية مياه البحر في بعض المناطق لسد احتياجاتها.

وبينما يعيد هذا المشهد الحياة إلى المنطقة، يحذر الخبراء من أن حدثاً مناخياً واحداً لن يكفي لإحداث تغيير دائم في نمط الجفاف في جنوب شرق المغرب، الذي يعد من بين المناطق الأكثر تأثراً بنقص المياه في شمال إفريقيا، وفق مركز أبحاث "وورلد ريسورس انستيتيوت".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية