المرصد السوري: الاعتقالات التعسفية والابتزاز يفاقمان معاناة أهالي عفرين وريفها
المرصد السوري: الاعتقالات التعسفية والابتزاز يفاقمان معاناة أهالي عفرين وريفها
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن دورية تابعة لـ”الشرطة العسكرية” أقدمت في 24 أكتوبر الجاري على اعتقال مواطن من أهالي ناحية جنديرس في عفرين أثناء محاولته تسجيل دراجته النارية، دون توضيح التهم الموجهة إليه.
وأوضح المرصد -في بيان الثلاثاء- أن دورية أخرى للشرطة العسكرية قامت قبل خمسة أيام باعتقال مواطن آخر من ناحية معبطلي من منزله في حي الأشرفية بمدينة عفرين، وذلك بعد ترحيله من تركيا بفترة قصيرة.
فدية مالية
وفي سياق منفصل، اعتقل عناصر “حرس الحدود” المنضوون ضمن الجيش مواطناً من مدينة حلب أثناء محاولته عبور الحدود إلى تركيا من منطقة أعزاز، حيث طالبوا ذويه بدفع فدية مالية قدرها 10 آلاف دولار لقاء الإفراج عنه.
وفي حادثة أخرى، أفرج فصيل “الجبهة الشامية” عن اثنين من أبناء ناحية بلبل بريف عفرين، كانا قد اعتقلا في 8 أكتوبر الجاري بمدينة أعزاز، بعد دفع فدية مالية قدرها 5 آلاف دولار، وكانا قد احتجزا أثناء محاولتهما العودة إلى عفرين هرباً من الأوضاع الأمنية في لبنان.
وتشهد مناطق عفرين وريفها استمراراً في حملات الاعتقال وطلبات الفدية المالية، ما يفاقم من حالة القلق بين الأهالي الذين يواجهون تحديات أمنية متزايدة، مع غياب الوضوح حول التهم الموجهة للمعتقلين واستمرار ظاهرة الابتزاز المالي في المنطقة، وفقًا للمرصد السوري.
نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وبعد مرور ثلاثة عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.